القوات اليمنية تتقدم في الربوعة بعد فشل هجوم سعودي

يحيى الشامي

عسير | سبق التأكيد لاستمرار التهدئة الحدودية بين الجانبين السعودي واليمني، هجوم واسع شنه الجيش السعودي حاول فيه استعادة بعض المواقع العسكرية على أطراف مدينة الربوعة في عسير، التي سيطر عليها الجيش و«اللجان الشعبية» قبل أشهر.

وفي مواجهة الهجوم الذي شاركت فيه قوات سعودية مشتركة وعشرات الآليات المدرعة وبمساندة غطاء جوي كثيف، تصدى الجيش و«اللجان الشعبية» للهجمات، وسرعان ما حوّلوا مجرى المعركة لمصلحتهم. وبادرت القوات اليمنية بالهجوم تجاه المحاور التي انطلق منها الجيش السعودي، لتسفر المعركة عن سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» على مساحات واسعة جديدة ونقاط ومواقع عسكرية سعودية، من بينها تلك التي انطلق منها الهجوم السعودي. وبحسب مصادر ميدانية، سقط في العملية عشرات القتلى من الجنود السعوديين الذين شاركوا في الهجوم، وقتل آخرون في أثناء تقدّم القوات اليمنية باتجاه مواقعهم وأماكن تمركزهم.
ويفيد مصدر ميداني «الأخبار» بأن الجيش السعودي كان قد استبدل بعض قواته الموجودة في أطراف مدينة الربوعة بوحدات قتالية جديدة، في محاولة لإحداث أي خرق جديد. وأضاف المصدر أن هذه القوات جاءت استجابةً لطلب تقدم به ضباط وقيادات في الجيش السعودي، في محاولة لإخراج المقاتلين اليمنيين من المدينة. وبحسب المصدر، عمد الجيش السعودي إلى مباغتة المقاتلين اليمنيين في ساعة متأخرة ليل الأحد، ولكنه لم يحقق تقدماً.
وبالرغم من أن الهجوم السعودي بدأ من دون مشاركة الطيران، إلا أنه عاد وشنّ أكثر من 30 غارة بعد فشل الهجوم ومواصلة المقاتلين اليمنيين تقدّمهم، على أطراف المدينة. وتأتي عمليات الاستبدال التي قام بها الجيش السعودي لقواته في جبهة الربوعة بعد فشل عشرات المحاولات السعودية في استعادة المواقع والأراضي التي يسيطر عليها اليمنيون.
وبالتزامن مع احتدام المعارك في جبهة الربوعة في عسير، شنّت طائرات العدوان غارات مكثّفة على مناطق متفرقة من محافظة صعدة وصل عددها إلى 20 غارة، استهدفت طرقاً عامة وأحياءً سكنية ومبنى الاتصالات ومكتب البريد في مديريتي ساقين وحيدان. وسبّبت الغارات استشهاد مواطن وسقوط عدد من الجرحى وتدمير أكثر من عشرة منازل في كل من مديريتي ساقين وسحار. وجددت طائرات العدوان غاراتها أول من أمس على مناطق عدة من مديرية كتاف الحدودية في محافظة صعدة.
وفي محافظة حجة الحدودية، شن الطيران السعودي غارة استهدفت مخيّماً للنازحين الواقع في منطقة لمرور في مديرية الشاهل، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا كلهم من النساء والأطفال. وبحسب إحصائية أولية، حصلت عليها «الأخبار»، بلغت حصيلة ضحايا الغارة على مخيم حجة للنازحين ستة أطفال وامرأة. وتجدر الإشارة إلى أن العدوان ارتكب مجزرة بحق مخيم المزرق للنازحين في حجة في التاريخ نفسه من العام الماضي، راح ضحيتها نحو 70 شهيداً وعشرات الجرحى.
وتشن الطائرات السعودية منذ فترة غارات وهمية تعمد خلالها إلى فتح حاجز الصوت، كذلك تُلقي الطائرات بين فترة وأخرى قنابل صوتية، وهي نوع من القنابل التي تُحدث أصواتاً هائلة عند انفجارها في سماء محافظة صعدة، وتولد موجات ضغط هوائية تسبب انهيار بعض المباني القديمة وكسر زجاج المنازل.


آخر الأخبار