فشل سعودي لاذع في اليمن.. وأميركا تسعى نحو ايران

تصدر خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما وما تضمنه من انتقادات لسياسة الجمهوريين ومحاربة "داعش" عناوين الصحف الغربية، في وقت تحدث سفير اميركي سابق عن التراجع المستمر في العلاقات بين واشنطن وبني سعود ومساعي المملكة لإجهاض المحاولات الاميركية للانفتاح مع طهران.
 
خطاب اوباما عن حالة الاتحاد
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً حول خطاب الرئيس الاميركي عن "حالة الاتحاد السنوي"، لافتة إلى ان أوباما حاول التوفيق بين تقييم تفاؤلي للبلاد ومخاوف الاميركيين خلال فترة حكمه. كما حاول في خطابه الرد على اربعة اسئلة مركزية تتعلق بكيفية توفير الفرص للجميع، وكيفية الاستفادة من التغير التكنولوجي، وكيفية توفير الامن للبلاد، اضافة الى كيفية اصلاح سياسات البلاد "المحطمة".
وأضاف التقرير أن أوباما دافع في خطابه الاخير "عن حالة الاتحاد" قبل مغادرته البيت الابيض، عن مقاربته في محاربة داعش، اذ وصف التنظيم بالتهديد الخطير للولايات المتحدة الذي "يجب التعامل معه"، لكنه قال بالوقت نفسه ان هذا التهديد ليس وجودياً يتطلب ارسال قوات برية اميركية الى العراق و سوريا. كما تطرق التقرير الى كلام اوباما ان الولايات المتحدة في موقع يسمح لها بحشد دول اخرى من اجل حل المشاكل العالمية، حيث اشار الى ابرام الاتفاق النووي مع ايران وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع كوبا، الى جانب اتفاق مكافحة التغير المناخي والمساعي لاستئصال مرض ايبولا.
ولفت التقرير الى ما قاله اوباما في الخطاب بان التحديات الاكثر جسامة لا تنبع من قوة الخصوم وانما من ضعفهم، بحسب تعبيره. وألمح الى ان هذا التصريح جاء رداً على الجمهوريين الذين يتهمون اوباما بالضعف امام التحديات. واشار التقرير الى انتقاد آخر للجمهوريين تضمنه الخطاب، حيث قال اوباما ان العالم يريد من اميركا حل المشاكل وفقاً لزعمه، مشدداً على ان الرد الاميركي في هذا الاطار يجب ان يتخطى "الكلام القوي او الدعوات لقصف المدنيين".
كذلك تطرق التقرير الى الكلام المبطن الذي وجهه اوباما للمرشح الجمهوري البارز دونالد ترامب، اذ دعا الاميركيين الى رفض الدعوات المطالبة بشجب جميع المسلمين بينما هناك تهديدات متمثلة بداعش.

الاخفاقات السعودية في اليمن وغيرها
من جهته، اعتبر السفير الاميركي الاسبق لدى السعودية "Chas Freeman" ان السعودية ترى بان الولايات المتحدة تقوم بخيانة علاقة الصداقة، وان ابرز النماذج على ذلك من منظار السعودية هو ما اسماه "عدم استعداد اميركا" للوقوف الى جانب الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك. ورأى ان هذا الموقف الاميركي من نظام مبارك قد اقنع السعوديين ليس فقط بانه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة ، بل بان واشنطن خائنة.
و في مقابلة مع موقع "Lobelog" قال "Freeman" ان رد الفعل السعودي على السياسة الاميركية منذ اوائل القرن تمثل بمسعى لإيجاد بديل عن الولايات المتحدة كحامية، غير انه لفت الى ان السعوديين اكتشفوا عدم وجود هذا البديل. وعليه اضاف ان السعوديين حاولوا "تمييع" الاعتماد على الولايات المتحدة من خلال تطوير العلاقات مع دول مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل وألمانيا، لكنه اكد انهم اكتشفوا حدود ما يمكن تحقيقه بهذا الاطار. وبناء على ذلك، رأى ان الرياض قررت مؤخراً انه ما من خيار حقيقي سوى الاعتماد على الذات والتصرف بشكل احادي.
وفي سياق آخر شدَّد "Freeman" على "حاجة" اميركا الى شكل من اشكال العلاقات مع ايران اذا ما ارادت دورا فاعلا في منطقة تعتبر ايران لاعبا اساسيا فيها،كما هي الحالة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن. وعليه اعتبر ان بعض السعوديين قد يكونوا مسرورين "بالصعوبات الاضافية" التي اصبحت تعقد "الانفتاح بين الولايات المتحدة و ايران"، اذ ان هؤلاء لا يريدون انشاء مثل هذه العلاقات. غير انه رأى ان هذا النهج السعودي بتعقيد تطور العلاقات بين واشنطن وطهران لا يخدم السعودية او الولايات المتحدة. كما شدد على ان العلاقات الاميركية السعودية تحولت من "الشراكة القوية الى التعاون الحذر على مسافة متزايدة".
و فيما يخص الحرب على اليمن شدد "Freeman" على ان القصف السعودي على اليمن يشبه كثيراً ما قامت به اسرائيل في غزة، اذ ان ما تقوم به الرياض، بحسب رأيه، هو عملية تخويف عسكري ليس لها اي اهداف سياسية.كما شدد على انه لا يمكن اعادة حكومة لتحكم البلاد من خلال القصف الجوي وبالتالي لن يحقق هذا القصف الهدف السعودي. وتحدث في الاطار ذاته عن دمار هائل في هذه الحرب دون اي مكسب حقيقي للسعودية.
و اعتبر "Freeman" ان الولايات المتحدة دعمت الحرب السعودية على اليمن لسببين: الاول هو انها لا تريد تعميق الخلافات مع السعودية، والثاني هو الارباح التي تنتجها شركات السلاح الاميركية نتيجة هذه الحرب. كما اشار في السياق ذاته الى الرغبة بالحفاظ على قبول السعودية بالاتفاق النووي مع ايران، لكنه لفت بالوقت نفسه الى ان مشكلة السعوديين مع الاتفاق تتعلق بهيبة وقوة ايران، وليس بالجوانب النووية للاتفاق.

اصوات يمينية اميركية تروج لسياسات التقسيم الطائفي في المنطقة
من جانبه، كتب الباحث الاميركي المختص بالشؤون العسكرية "Max Boot" مقالة نشرتها صحيفة "لوس امجلس تايمز" شدد فيها على ان استراتيجية اوباما بالاعتماد على الطائرات من دون طيار وعناصر القوات الخاصة لتصفية اهداف ارهابية لا تحقق نجاحاً.
و قال الكاتب، الذي يعد من كبار منظري تيار المحافظين الجدد المؤيدين لكيان الاحتلال الاسرائيلي، ان عملية "التصفية" يمكن ان تقتل قادة ارهابيين مثل اسامة بن لادن، لكنها لا تستطيع القضاء على المنظمات التي يديرها هؤلاء القادة. ولفت الى ان التهديد الارهابي قد تصاعد منذ عملية قتل بن لادن عام 2011، متحدثاً عن نمو الارهاب في اماكن مثل اليمن وسوريا وغيرها، وامتداد داعش الى ليبيا وافغانستان والدور الذي لعبته في عمليتي باريس وكاليفورنيا.
وعليه، اعتبر الكاتب ان الادارة الاميركية تفتقد استراتيجية شاملة لمكافحة التمرد، مضيفاً ان ادارة اوباما ليس لها شيء سوى استهداف القادة الارهابيين ولا تمتلك استراتيجية لجلب الاستقرار الى ليبيا وسوريا واليمن، حيث يتواجد الإرهابيون بشكل كبير.
وتحدث الكاتب عن ضرورة وجود استراتيجية تجمع بين المساعي السياسية، والدبلوماسية، وحرب المعلومات، والمساعدة في مجال التنمية، اضافة الى المساعدة الامنية. وشدد على ان العملية السياسية ستكون العنصر الحاسم، حيث قال ان "السوريين والعراقيين السنة لن يتقدموا لمواجهة داعش الا في حال وجود هدف يستحق الحرب من اجله". واضاف انهم (السنة في سوريا والعراق) "لن يحاربوا المتطرفين بالنيابة عنا اذا كان البديل الاستبداد الشيعي الذي تمارسه وكلاء ايران" على حد زعمه.

ترجيحات بتعزيز العلاقات العسكرية الصينية الايرانية
موقع "National Interest" نشر مقالة قال فيها ان الاتفاق النووي مع ايران قد يؤدي الى عودة صادرات الاسلحة الصينية الى ايران، حيث اشارت المقالة الى ان الصين ودولا اخرى ستستطيع تصدير الاسلحة التقليدية الى ايران خلال الاعوام الثمانية المقبلة اذا ما اخذت موافقة مجلس الامن.
المقالة التي نشرت قبيل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الى ايران المقررة اواخر الشهر الجاري، ذكّرت بان الصين كانت من كبار مصدري السلاح الى ايران خلال الثمانينات واوائل التسعينيات. وقالت ان ذلك كان يعود الى رغبة "بكين" بتقوية ايران بوجه النفوذ الاميركي في الشرق الاوسط، مضيفة بالوقت عينه ان صادرات السلاح الصينية الى ايران قد انخفضت تدريجياً بسبب الضغوط الاميركية وفرض عقوبات اممية على طهران.
وتحدثت المقالة عن امكانية قيام الصين ببيع مختلف انواع الاسلحة لايران، تتضمن الطائرات الحربية بحسب ما ورد في تقارير اعلامية صينية.كما افادت المقالة ان بكين قد تصدر لطهران اسلحة بحرية متطورة، خاصة في ظل توسع العلاقات بين القوات البحرية الصينية والايرانية. واشارت الى ان الصين قد تنقل صواريخ كروز متطورة لايران.
كذلك قالت المقالة ان ايران قد تستخدم الاسلحة الصينية لتعزيز "التهديد" للسفن الحربية الاميركية في مضيق هرمز،كما انها قد تستخدم هذه الاسلحة من اجل اجراء المزيد من المناورات التي "تستهدف القوات الاميركية في المنطقة".
واشارت المقالة الى ان المساعدة العسكرية الصينية قد تمكن ايران من تعزيز قدراتها في مجال الصواريخ البعيدة المدى، التي قد تشكل خطراً على المنشآت الاميركية الموجودة في جزر تقع بالمحيط الهندي. كما لفتت الى ان ايران قد تعيد تصدير هذه الاسلحة الى الحكومة السورية وحزب الله، وإلى ما اسمتهم "الميليشيات الشيعية" في العراق. وعليه قالت ان هذه الاطراف قد تستخدم هذه الاسلحة لضرب اهداف عسكرية.
واضافت المقالة ان الجيش الصيني وشركات السلاح الصينية قد تضغط من اجل تجديد صادرات السلاح الى ايران، وان بعض الاستراتيجيين العسكريين الصينيين قد يصوّرون صفقات السلاح هذه على انها وسيلة للتصدي للهيمنة الاميركية في الشرق الاوسط.

آخر الأخبار