إنجازات جديدة للجيش في جبهة صرواح... وإقرار بهزيمة «التحالف» في تعز

عبد الله الشريف

مأرب |حقق الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، أمس، تقدماً ميدانياً جديداً في جبهة صرواح التابعة لمحافظة مأرب، وسيطروا على منطقة الحقيل وسلسلة جبال الملح المطلة على معسكر «كوفل»، في ظل خلافات حادة تعصف بقيادات الموالين للعدوان وانشقاقات كبيرة تعصف بالفصائل المسلحة.

مصدر عسكري أوضح لـ«الأخبار» أن الجيش تمكن خلال العمليات العسكرية النوعية التي نفذها في منطقة كوفل، الواقعة بين مديرية صرواح ومدينة مأرب، من تدمير أربع آليات عسكرية تابعة لقوات «التحالف»، بينها دبابة، إضافة الي مصرع عشرات الجنود.
وكشف المصدر عن مفاجآت عسكرية كبرى خلال الأيام القادمة بهدف تطهير محافظة مأرب من المسلحين الداعمين للعدوان والقوات الغازية، مبيّناً أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى جبهات القتال مزودة بصواريخ حرارية وأسلحة مناسبة لميدان المعركة.
ويعدّ التقدم الميداني للجيش و«اللجان الشعبية» علامة فارقة ودليلاً إضافياً على فشل محاولات قوات «التحالف» في السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالثروة النفطية والغازية، وفشل العملية العسكرية التي أعلن عنها «التحالف» في مأرب منذ أربعة أشهر. وعلى الرغم من التعزيزات العسكرية الكبيرة التي دفع بها «التحالف» في مناطق مأرب وتجنيد الآلاف من المؤيدين للعدوان والتغطية الجوية المكثفة من قبل طائرات «الأباتشي» وطائرات الـ«أف 16»، إلا أن صمود أبناء مأرب إلى جانب الجيش و«اللجان» كان عاملاً مهماً في حسم الصراع لمصلحة الجيش و«اللجان». ورافق التقدم الميداني الكبير في جبهة صرواح خلافات كبيرة عصفت بالفصائل المسلحة، حيث أدى مقتل أحد مشايخ قبيلة «عبيدة»، عبدالله ناصر قماد العبيدي، ومرافقه، على أيدي ميليشيات هاشم الأحمر، إلى تصاعد التوتر واندلاع اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة في مدينة مأرب. وعقدت قبائل «عبيدة» وبعض قيادات ميليشيات حزب «الإصلاح» (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، التي ينتمي إليها القتيل، لقاءً موسعاً طالبت فيه بتسليم الجناة خلال مهلة لا تتجاوز 48 ساعة وخروج ميليشيات الأحمر من مدينة مأرب بعد الجرائم المتكررة التي ارتكبتها في المدينة. وهدّدت قبيلة «عبيدة» بالانسحاب من كافة جبهات القتال في حال لم يتم التجاوب مع مطالبها. وتصاعدت حدة الخلافات والاغتيالات منذ دخول قوات تابعة لهاشم الأحمر إلى مدينة مأرب قادمة من معسكرات تدريب في منطقة العبر الواقعة على الحدود اليمنية السعودية ونصبها لنقاط تفتيش خاصة، استفزّت قبائل المحافظة ومارست من خلالها عمليات الاختطاف والنهب للمسافرين، وفرضت أتاوات غير قانونية على ناقلات الغاز والشاحنات التجارية.
وعلى الحدود الشمالية لمحافظة مأرب، وبالتحديد في منطقة الكنايس الواقعة بين محافظتي مأرب والجوف، نفّذ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» عملية نوعية استهدفت معسكراً لمؤيدي العدوان، تمكنوا خلالها من طرد المسلحين من مواقع عدة، من ضمنها أبرق عبيدة وبئر المرازيق، وقتل العشرات منهم واغتنام أسلحة وآليات ومعدات كانت موجوده في المعسكر. ولقي العشرات من المسلحين المؤيدين لـ«التحالف» حتفهم إثر استهدافهم من طائرات العدوان السعودي بهدف منعهم من الهروب، فيما فرّ البقية باتجاه وادي عبيدة ومعسكر «الرويك». وكانت قيادات من المسلحين، وعلى رأسهم المدعو أمين العكيمي، قد حاولت حشد المقاتلين في معسكر «الكنايس» بهدف الإعداد لمهاجمة معسكر «اللبنات» الذي يسيطر عليه الجيش و«اللجان الشعبية»، وتم من خلال العملية النوعية إفشال المخطط قبل أن يبدأ.
في جبهة تعز التي فتحت قوات الغزو والمسلحون المؤيدون لها ثلاث جبهات قبل أسابيع، في محاولة للسيطرة عليها، أكد مصدر عسكري ميداني أن الجيش و«اللجان الشعبية» أفشلوا المخطط بالكامل بعد صمود استمر لأسابيع في مواجهة عشرات المحاولات من الزحف على أكثر من محور. وأقرّ قائد ما يسمى لواء «النصر»، التابع للرئيس الفار عبدربه منصور هادي، بفشل عملية ما يسمى «تحرير تعز»، واعترف في بيان بأن السيطرة على محافظة تعز باتت مستحيلة.
من جهته، أفاد المصدر العسكري لـ«الأخبار» بأن جبهة الوازعية شهدت صموداً أسطورياً وتقدماً ثابتاً لقوات الجيش و«اللجان»، الذين تمكنوا من تأمين كافة المرتفعات المطلة على مديرية ذوباب في باب المندب، وهو ما صعّب على العدو التقدم باتجاه منطقة العمري التي توجد فيها معسكرات «العمري». ولفت إلى أن قوات الغزو والمسلحين المؤيدين لها تكبّدوا خسائر فادحة في تلك الجبهة.
وتمكن الجيش و«اللجان»، أمس، من قتل 25 جندياً موالياً للعدوان وأسر عدد آخر وتدمير عدد من آلياتهم العسكرية في أماكن متفرقة في الوازعية.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه بعض وسائل إعلام العدوان عن قرب سقوط المخا عن طريق البحر، أكد المصدر أن مدينة المخا الساحلية أكثر منطقة في تعز تحصيناً، وأن خمس بارجات حربية تم استهدافها لمجرد محاولتها الإشراف على المياة المقابلة لساحل المخا، مشدداً على أن الاقتراب من السواحل بات مستحيلاً وخطيراً.
وفي جبهة الشريجة باتجاه محافظة لحج، أكد مصدر في «الإعلام الحربي» أن قوات الغزو من مختلف الجنسيات، بينها سودانية وإماراتية وكولومبية، حاولت خلال اليومين الماضيين التقدم لاستعادة الشريجة التي سيطر عليها الجيش و«اللجان الشعبية» أخيراً، لكنها في كل مرة كانت تفشل وتتكبّد خسائر كبيرة.
وبحسب المصدر، فقد اندلعت أمس اشتباكات جديدة على مشارف الشريجة أدّت إلى مقتل جندي سوداني وإصابة اثنين آخرين، في صدّ الجيش اليمني محاولة تقدم جنوب الشريجة.
من جهته، أكد المصدر العسكري الميداني أن سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» على مديرية حيفان، جنوب تعز، كانت إنجازاً استراتيجياً، كونها تقطع شرايين الإمداد بين ميليشيات «الإصلاح» (فرع تنظيم الإخوان المسلمين) وتنظيم «القاعدة» الذي يعسكر في محيط مدينة تعز وبين المحافظات الجنوبية حيث تعسكر قوات الغزو والميليشيات الموالية لهادي.


آخر الأخبار