عدن تنتفض ضد الإمارات وميليشياتها

ما يزال التواجد الإماراتي في اليمن يواجه موجة عاصفة من الرفض من قبل مختلف مكونات الشعب اليمني، بعد أن انكشف الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه القوات الاماراتية في عدد من المدن اليمنية ومنها عدن في جنوب اليمن. في حين شهد سجن بئر أحمد الذي تشرف عليه قوات مدعومة من الإمارات، حالة من الفوضى بعد اقتحام عنابر المعتقلين.
وشهدت محافظة عدن حالة من الفوضى داخل سجن بئر أحمد سيئ الصيت الذي تشرف عليه القوات المدعومة إماراتيا في عدن إثر إعلان نزلائه العصيان، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مدعومة إماراتيا بعد قتلهم شاهدا في قضية اغتصاب طفل.
وقالت مصادر من داخل السجن إن النزلاء تظاهروا احتجاجا على إجراءات إدارة السجن تقسيم العنابر إلى زنازين، وتوزيع المعتقلين في مجموعات صغيرة داخلها.

 

وأضافوا أن حالة من الفوضى تسود السجن بعد اقتحام قوة أمنية عنابر السجن ومحاولتهم بناء جدران إسمنتية، بما يضمن السيطرة عليه وتوزيع المعتقلين فيه، بينما أعلن نزلاء السجن العصيان.

وسجن بئر أحمد، تُديره الإمارات في مدينة عدن، ويقوم ضباط إماراتيون بإداراته من خلال ما يسمى قوات "الحزام الأمني" المحلية.

كما بث الناشطون فيديو يظهر قيام سجناء بالهتاف في وجه ميليشيات الامارات ويصفونهم بـ"العبيد والنعاج والحثالة".

وعقب نشر الفيديو ذكرت مصادر يمنية إعلامية أن قوات من المرتزقة التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً جنوب اليمن، هاجمت المعتقلين في السجن.

كما ذكرت مصادر خاصة لموقع "عدن نيوز" أن الضابط الإماراتي المتهم بقضايا إرهاب وتعذيب، أبو خليفة سعيد المهيري، أرسل قوة من المرتزقة إلى سجن بئر أحمد لقمع الاحتجاجات هناك.

وبحسب تقارير لوكالة "أسوشييتد برس" فإنّ المحتجزين في السجن قد تعرضوا للتعذيب والاعتداء الجنسي؛ بما في ذلك الاغتصاب وصعق أعضائهم التناسلية بالكهرباء، أو حتّى تعليق خصية المسجون بحجر ثقيل طوال اليوم، كما توفي العشرات نتيجة هذه الممارسات الوحشية.

وفي 2 فبراير 2019 كشف تحقيق موسع أجراه موقع صحيفة "دايلي بيست" الأمريكي عن دور للمحققين الأمريكيين في ارتكاب أعمال تعذيب إلى جانب نظرائهم الإماراتيين في سجون باليمن.

ونقل الموقع شهادات لاثنين من المعتقلين السابقين، اعتقلهما الإماراتيون، أكدا فيها أن محققاً أمريكياً -على الأقل- كان حاضراً أثناء خضوعهما لعمليات تعذيب وحشية، تضمنت الضرب والصعق الكهربائي والاغتصاب واستخدام الكلاب الشرسة.

وحينها ناشدت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة معتقلين في سجون الإمارات بعدن مطالبة بإجراء تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات حالات وفاة وإصابات خطيرة في معتقلات عدن، والكشف عن الأسباب التي أدّت لفقدان ثلاثة من معتقلي سجن بئر أحمد قواهم العقلية مؤخرا.

 

كما شهدت محافظة عدن على مدى ثلاثة أيام الماضية احتجاجات للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مدعومة إماراتيا، وذلك بعد قتلهم الشاهد الرئيسي في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا.

وقال شهود عيان إن محتجين قطعوا الطرقات وأحرقوا الإطارات في مدن المعلا والمنصورة وخورمكسر واحرقوا العلم الاماراتي في عدن احتجاجا على اختطاف الشاهد الرئيسي في القضية وقتله من قبل مسلحين على مركبة عسكرية.

وقد أطلق نشطاء دعوة للعصيان المدني في عدن احتجاجا على تجاوزات التشكيلات المسلحة التي ظهرت مؤخرا في المدينة.

وسبق أن اتهم أهالي عدن تحالف العدوان الإماراتي السعودي بالوقوف وراء عمليات اغتيال الأئمة وخطباء المساجد.

وازدادت وتيرة الاعتداءات بحدة منذ أكتوبر / تشرين الأول2017 مع مقتل 15 من أئمة المساجد، بحسب مسؤولين يمنيين. وتعرضوا جميعا للهجوم في حوادث إطلاق النار على سياراتهم أو قتلوا بالقرب من مساجدهم. وقد فر عشرات من رجال الدين الآخرين من المدينة، ومع ذلك يعد آخرون ساعات وأيامهم الأخيرة للبقاء على قيد الحياة.

ويقول المراقبون إن عمليات القتل هذه تبدو مرتبطة بصراع على النفوذ في عدن بين السعودية والإمارات، لكن السعوديين والإماراتيين لديهم رؤى مختلفة لمستقبل اليمن.وكان بعض رجال الدين المقتولين يدعون إلى إبقاء اليمن موحداً، في حين أن مجموعة قوية من الميليشيات الموالية للإمارات تفضل الانفصال للجزء الجنوبي من البلاد.

يشار إلى أن ثمة تشكيلات مسلحة تتبع الإمارات في محافظات يمنية عدة، منها عدن العاصمة المؤقتة والمكلا وشبوة، وقد حذر قادة محليون في محافظة المهرة من خطورة تشكيل مليشيا خارج أجهزة الدولة يسعى إلى تشكيلها "المجلس الانتقالي" المدعوم من الإمارات.

وقال وكيل المحافظة لشؤون الشباب بدر كلشات المهري في وقت سابق إن هذه القوات تهدف إلى إشعال صراعات لا تنتهي ونشر العنف المسلح، إضافة إلى تقويض شرعية الدولة والمؤسسات الأمنية والعسكرية، وفق تعبيره.

آخر الأخبار