اليمن: غزو عربي برّي غير معلن

عمليَّة برية على اليمن قوامها عشرة آلاف جندي من دول «التحالف»، هي نتاج خمسة أشهر من الحرب التي كان يفترض أن تنتهي «في غضون أيام». ومع بدء تدفق آلاف الجنود الخليجيين خلال اليومين الماضيين، والمرجح ازدياد عديدهم، دخلت الحرب منعطفاً جديداً، خصوصاً بعد مقتل عشرات الجنود الخليجيين في محافظة مأرب. وتسعى دول الخليج، من خلال حشد جنودها في هذه المحافظة، للتقدم في اتجاه صنعاء والمحافظات الشمالية، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش اليمني و«أنصار الله».
وغداة مقتل 60 جندياً خليجياً في اليمن، توعّدت دول «التحالف» بالثأر لجنودها. كانت النتيجة أنْ عزَّزت قواتها البريّة المنتشرة على الأراضي اليمنية بآلاف الجنود الإضافيين المزودين بالأسلحة الثقيلة، إلى جانب الميليشيات الموالية للرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي، والتي بدورها تلقّت تدريباتها في السعودية.
وأعلنت قطر، يوم أمس، عبر قناة «الجزيرة»، دخول قوّة قطرية ثانية إلى اليمن للانضمام إلى قوات «التحالف»، استعداداً لعملية واسعة تستهدف استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى.
وفي أول انتشار مُعلن لقوّات قطريّة في اليمن، وصلت الدفعة الثانية من الجنود القطريين بعد يوم واحد على دخول قوة قطرية قوامها ألف جندي مع مئتي مدرعة عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
وكانت القوة الأولى معزّزة كذلك، بعتاد ثقيل ومتوسط وصواريخ دفاعية ومنظومة اتصالات متطورة، بالإضافة إلى ثلاثين مروحية «أباتشي» وعدد من المدرعات وراجمات الصواريخ، بحسب القناة القطرية.
وبذلك يرتفع إلى عشرة آلاف عدد القوات البرية التي دخلت اليمن، وفق قناة «الجزيرة» التي قالت إنَّه سيكون لهذه القوة تأثير في مجرى العمليات العسكرية.
وبالتزامن، نشرت السعودية في مأرب، أمس الأول، «قوات نخبة» بحسب صحيفة «الشرق الاوسط» ووكالة أنباء الإمارات. وذكرت مصادر عسكرية أنَّ ألف جندي سعودي وصلوا إلى المحافظة مع عدد من الدبابات والمدرعات.
وفيما لم يصدر تأكيد رسمي أو نفي من السلطات في الدول المعنية، أكّدت الصحف أنَّ التعزيزات قد أرسلت أساساً الى محافظة مأرب، حيث تدور اشتباكات عنيفة ومحوريّة.
وفي وقت وافقت دول «التحالف» على إرسال ألوية عسكرية برية للمشاركة في العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية والجنوبية الغربية، أشارت مصادر عسكرية يمنية إلى أنَّ الاتفاق وُقِّع على حجم القوات البرية التي ستشارك في العمليات الميدانية في المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الجيش اليمني و«أنصار الله».
كما تحدثت مصادر عن مشاركة مصر والأردن والمغرب والسودان وقطر والكويت، التي سترسل ألوية قتاليّة برية إلى محافظات مأرب وعدن والحديدة وتعز، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنيّة عن افتتاح السعودية، للمرة الأولى، قاعدة الدواسر الجوية التي تملك أحدث الأسلحة في مجالات الدفاع والمراقبة والمهمات الهجومية. وكشفت هذه المصادر، عن أنَّ نظام مراقبة دقيقاً سيكون من مهمات هذه القاعدة، حيث ستغطي أجهزة المراقبة والتصوير مساحة تتعدى 100 كيلومتر مربع ترصد كل التحركات.
ديبلوماسياً، لم تحمل زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض، حيث التقى هادي، أيّ جديد على صعيد الحل السياسي للأزمة في اليمن.
وجدد هادي، خلال لقائه ولد الشيخ أحمد، تأكيد ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن، خصوصاً القرار 2216، مشيراً إلى أنّ أيّ حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى «التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية وانسحاب الميليشيات الحوثية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية».
وواصل طيران «التحالف» غاراته مستهدفاً، أمس الأول، خيمة عزاء في محافظة الجوف شمال اليمن، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً وجرح أكثر من 50.
ووفقاً لمصادر محلية، فإنَّ خيمة العزاء تعود إلى أحد أبناء قبيلة «آل حزم» في مديرية اليتمة الحدودية مع السعودية.
(«السفير»، رويترز، أ ف ب)

آخر الأخبار