مقترحات بشأن تعز ومطار صنعاء... وخلاف حول الآليات

تدور نقاشات مكثفة حول ملف «حصار تعز» ضمن مشاورات السلام اليمنية في استوكهولم بالسويد، حيث ما زالت الآراء بين وفدي الحكومة المعترف بها دولياً، وحركة «أنصار الله» متبانية بخصوص مقترحات حل أزمة المدينة التي تعيش على وقع اشتباكات متواصلة وحصار منذ العام 2015. أما بخصوص مطار صنعاء، فقد تم اتفاق على المبدأ، فيما تتحكّم الخلافات بتفاصيل آليات التطبيق.
مقترحات أممية
وقالت مصادر مشاركة في المفاوضات، إن المبعوث الأممي مارتن جريفيث، قدّم نقاطاً أساسية كأساس للنقاش تتضمن:
- إعلان وقف إطلاق النار
- خفض التصعيد في كافة الجبهات، ويشمل ذلك القصف الجوي والمدفعي والقنص والألغام
- تشكيل مجموعة من الأطراف بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق
وفي المرحلة التالية يتم فتح الطرق والممرات من وإلى المحافظة وفتح المطار على مراحل.
ويشير المقترح الأممي إلى أن يتم في المرحلة الأولى فتح المعبر الشمالي من جهة منفذ الحوبان في الطريق إلى محافظة إب، بعد أسبوعين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وإزالة الألغام، ثم فتح مطار تعز للعمليات الانسانية على أن يتم في المرحلة الثانية فتح المعبر الشرقي والمعبر الغربي في الطريق المؤدية الى محافظة الحديدة.
تباين حول تعز
ويبدو التباين واضحاً في قضية «حصار تعز»، حيث يطالب وفد «الشرعية» بأن ينسحب مسلحو «أنصار الله» إلى ما بعد منطقة الحوبان ليتم فتح المعبر، على أن تقوم حكومة هادي بإدارة مطار تعز.
في حين، يوافق وفد صنعاء على فتح المعبر، لكن من دون انسحاب، وبضمانات بعدم التقدم العسكري، والاتفاق على وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه «الشرعية» مبررة موقفها بأن المعبر «قضية إنسانية» تُحل بعيداً عن إجراءات التهدئة المطولة.
وتناقش القضايا المطروحة في المشاورات بشكل منفصل عن بعضها البعض حيث يواصل مساعدو المبعوث الأممي والخبراء اليمنيون والمجموعة النسوية تقديم النصائح بهدف تحقيق تقدم في القضايا المطروحة.
مطار صنعاء
في الأثناء، شكّل ملفّ مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أغسطس 2016 نقطة خلاف كبيرة بين وفدي التفاوض في مشاورات السلام بالسويد، رغم تعبير الطرفين عن الرغبة في استئناف المطار لرحلاته.
وفي هذا الإطار، قدّم وفد حكومة هادي مقترحاً بشأن إعادة فتح المطار، يتمثل في البدء بتسيير رحلات داخلية بين مطار صنعاء و مطارَي عدن وسيئون جنوبي البلاد.
وفي تصريح لغرفة أخبار مشاورات السلام في السويد، قال عثمان مجلي، عضو وفد «الشرعية»، إن «رؤية الحكومة هي بأن يكون مطار صنعاء مطاراً محلياً (كمرحلة أولى)، ولا زلنا ننتظر الرد من الجانب الآخر الذي يبدو أنه لا يرغب في ذلك ويريد استمرار معاناة المواطنين في السفر».
و في نفس الاتجاه، اعتبرت عضو وفد «الشرعية» رنا غانم، أن «الحكومة اليمنية أصبح لها تواجد قوي في عدن وأنها تسيطر على أهم المرافق الحيوية ومنها المطار» ما يؤهّلها لتسيير رحلات داخلية بين المطارين.
آلية السفر
لن يكون مطار صنعاء دولياً في مرحلة أولية، وفقاً للمبادرة التي قدمتها حكومة هادي، والتي تنص على أن تتحرك الطائرة من مطار صنعاء إلى مطار عدن أو سيئون، ويتم تفتيشها هناك، ومن ثم تنطلق إلى وجهتها الدولية.
وفي ما يتعلق بأسعار التذاكر، فلن يطرأ عليها أي تغيير، حسب مصادر في حكومة «الشرعية»، حيث أن الوضع سيكون كما كان عليه في مطار بيشة السعودي.
ردّ صنعاء
بحسب جلال الرويشان، نائب رئيس وفد صنهاء إلى مفاوضات السويد، فإن الوفد يتعامل «بشكل إيجابي» مع أي مقترح من المبعوث الأممي، وأن وضعية مطار صنعاء هي «من أهم القضايا الإنسانية التي تتم مناقشتها».
وقال الرويشان في تصريح لغرفة أخبار مشاورات السلام، إن «المحافظات التي سيتم عبرها الطيران (سيئون وعدن) ليست آمنة، ونحن نأمل أيضاً في فتح مطار صنعاء لنقل الطلاب والمرضى والتجار... دون أي معاناة». 
وفي اليوم قبل الأخير للمشاورات، قالت مصادر من فرق التفاوض لـ«العربي»، إن من المتوقع أن يتم حسم ملف مطار صنعاء بشكل نهائي، والإعلان عنه في المؤتمر الصحافي لليوم الختامي غداً الخميس.

(العربي)

آخر الأخبار