«التحالف» يصعّد حربه على اليمن.. انتقاماً لجنوده

لم يكن مقتل 60 من جنود «التحالف» السعودي دافعاً لجهة إعادة النظر بالعملية العسكرية ضدّ اليمن. أصرّت الدول التي تقود الحرب على الثأر لجنودها، متوعّدة بمواصلة القصف، وهو ما تبدّى من خلال تكثيف الغارات الجوية في اليومين الماضيين، خصوصاً على العاصمة صنعاء، والتي وصفت بالأعنف منذ بدء «عاصفة الحزم» في آذار الماضي.
وتوعَّدت الإمارات بالانتقام الفوري بعد مقتل 45 من جنودها، إلى جانب عشرة جنود سعوديين وخمسة بحرينيين في هجوم صاروخي استهدف يوم الجمعة الماضي، معسكراً كانت تتمركز فيه قوّات خليجيّة في صافر (مأرب).
وبحسب وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المستقيلة، فإنَّ «خيانة عسكرية» مصدرها محافظة شبوة، أدَّت إلى مقتل 92 جندياً، بينهم 60 من قوات «التحالف».
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم الوزارة علي البكالي، أمس، إنَّ «الهجوم الصاروخي على المعسكر ومخازن الأسلحة في صافر، والذي قتل على إثره 45 إماراتياً، و5 بحرينيين، و32 يمنياً، و10 سعوديين، كان بسبب خيانة من قبل أفراد وضباط أعلنوا ولاءهم للشرعية، ولكنّهم ما زالوا يدينون بالولاء للحوثيين وصالح».
وفيما اعترف بـ «وجود خطأ» في تقدير الموقف بالنسبة لـ «تحرير» شبوة التي اتضح أنَّ الصاروخ انطلق منها، وليس من محافظة مأرب كما قيل سابقاً، اعتبر أنَّه «لا يمكن إعطاء الثقة حالياً سوى للجيش الجديد الذي يُعاد تشكيله، فيما يجب إعادة النظر في ولاءات الجيش القديم»، مطالباً بإعادة هيكلته أيضاً.
ونقلت الصحف الإماراتية عن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قوله: «شهداؤنا إلهام إصرارنا وماضون بعزم حتى تطهير اليمن من الحثالة»، مؤكداً أنَّ «ثأرنا ما يبات»، فيما اعتبر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنَّ «هذه الأحداث لن تؤدي سوى إلى زيادة عزمنا وتصميمنا على تحقيق الانتصار». أمّا وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، فقال «رايتنا ستبقى مرفوعة عالياً. وهجوم جبان لن يثنينا ولن يمنعنا من تحقيق أهدافنا».
وسارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الاتصال بولي عهد الإمارات لتقديم تعازيه، فيما توجّه الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي إلى أبو ظبي لتقديم التعازي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية.
وأكد ولي عهد أبو ظبي لهادي أنَّ الإمارات «ماضية في مقدمة التحالف العربي مع الشقيقة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن اليمن والمنطقة حتى يعود الأمن والاستقرار والسلام لليمن الشقيق»، بحسب الوكالة.
وكان الإعلام السعودي قد ذكر للمرة الأولى، أمس الأول، أنَّ عشرة جنود سعوديين ينتشرون في اليمن قتلوا في الهجوم.
وتزامنت غارات «التحالف» العنيفة على العاصمة اليمنية، مع جنازات الجنود الإماراتيين، مستهدفةً عدداً من المناطق السكنية والمنشآت المدنية والعسكرية، فيما خلت شوارع صنعاء من المارة كما أغلقت المتاجر أبوابها.
وقال طلاب كانوا يؤدون امتحاناتهم في مدرسة عبد الرزاق الصنعاني في حي الحدة، إنّهم تركوا المدرسة وفرّوا.
ونقلت وكالة «سبأ» للأنباء عن مصدر أمني في أمانة العاصمة قوله إنَّ «طيران العدوان السعودي استهدف منذ فجر اليوم (أمس) منازل مواطنين في حي النهضة السكني، بالإضافة إلى حديقة 21 سبتمبر (الفرقة أولى مدرّع سابقاً)، وقاعدة الديلمي ومعسكر قوات الأمن الخاصة، كما استهدف سفارتَي السعودية والإمارات في العاصمة»، مشيراً إلى أنَّ الطيران كثَّف غاراته على معسكر الحفا ونقم، وقال سكان في صنعاء إنَّه أمكن سماع الانفجارات طوال الليل وسُوّيت مبانٍ بالأرض.
وأدَّت غارات «التحالف»، أمس الأول، إلى مقتل 27 من أفراد أسرتين في صنعاء، بحسب ما أفادت مصادر طبية محلية.
واستهدفت القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني موقع المصفق العسكري السعودي، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود وتدمير آليتين سعوديتين، وفق ما أفاد مصدر عسكري في صعدة.
وأضاف أن الجيش و «اللجان الشعبية» استهدفا أيضاً مخزناً للأسلحة تابعاً للجيش السعودي في منطقة الطوال في جيزان، مبيناً أنَّ انفجارات اندلعت في الموقع بعد قصفه.
(«السفير»، رويترز، أ ف ب)

آخر الأخبار