خاص | روح المفاوضات ومستقبل الاطراف التفاوضية

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | تشهد السويد جولة من المفاوضات السياسية والتي تشهد كشفا صريحا لمشروعات الاطراف المتفاوضة.
فالمقاومة من جانبها تتفاوض بروح سد الثغرات وابطال الذرائع واقامة الحجة وعدم ترك فرصة لوقف اراقة الدماء وحفظ الارواح والممتلكات الا وان تستغل من منطلق "وان جنحوا للسلم".
بينما الاطراف الاخرى تسعى لأخذ ما فشلت في اخذه بالسلاح، وتتفاوض من منطلق ضغوط خارجية تعمل على تحسين صورة الفشل والحفاظ على اية قطرات باقية من ماء الوجه، بعد الفشل الذريع والثمن السياسي المرتفع والذي يتحول شيئا فشيئا لفضيحة سياسية واخلاقية دولية عظمى.
هذه الروح لجميع الاطراف تتجسد في مواقفهم التفاوضية:
فبينما تحرص المقاومة على السيادة اليمنية والكرامة الوطنية من خلال مواقفها المتعلقة بمطار صنعاء والحديدة وانسحاب ذلك على كافة الملفات بما فيه تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الاطياف.
نجد ان الاطراف الاخرى تضع مصلحتها السياسية المرتبطة بالاطراف الخارجية التي تدعم وتساعد وتشارك في العدوان فوق اعتبارات السيادة والوطنية.
ولكن لا بأس من وجود يد تفاوض ويد تحمل السلاح للدفاع عن الكرامة والسيادة الوطنية، ولا ضير من من التوصل لحلول قد لا ترقى لمستوى التضحيات ومستوى التوازنات الحقيقية على الارض، طالما لم ولن تمس الثوابت المتعلقة بالكرامة والسيادة، وطالما لا تشكل حصان طروادة لمصالح الغرب ومصالح الرجعية الخليجية.
قد يتعرض المفاوضون لضغوط واستفزازات بل ومزايدات حتى من داخل المعسكر المناصر لهم بدعوى عدم التفريط مما يؤثر على التفاوض ويضغط على اعصاب المفاوضين.
وما نود قوله ان المفاوضين يمثلون المقاومة، وهم فوق المزايدات ولا بأس من النصح دون اتهام باي شبهة من التنازلات المفرطة، والمقاومة تعرف ثوابتها جيدا واثبتت باختبارات الدم انها لا تفرط ولا تبخل بجهد او بنفس في سبيل الحفاظ على الثوابت والحقوق.
ان مستقبل الاطراف المفاوضة يتحدد بروح التفاوض والتي يشهد عليها الشعب اليمني، كما تشهد عليها الشعوب العربية والاسلامية والعالمية.
البقاء في اليمن للوطنيين والمقاومين، اما من ارتهنت مصالحهم وارتهن بقاءهم بالسعودية والامارات وامريكا والاستعمار فهم سيكونون اول ضحايا رعاتهم عند تبدل التوازنات وعند هبوب رياح السياسة العاصفة.
هكذا درس التاريخ، وهكذا سنن المقاومة.
المطلوب من المفاوضين الثبات، والمطلوب من الشعب اليمني الحر هو ابداء الدعم والثقة لفريق التفاوض عبر الثبات وعبر اية فاعليات يستطيع الشعب اقامتها.
وحتى لو فشلت جولة التفاوض، فان الفشل سيلحق بالعدوان ورعاته وستنتصر المقاومة وانصارها من احرار الشعب اليمني عبر الحفاظ على ثوابت الكرامة والشرف وعبر تدشين مستقبل حر خال من العملاء والمرتزقة، وسيشهد اليمن نقلة موضوعية كبرى تعوض سنوات الضباب الماضية.
الثبات الثبات والنصر صبر ساعة. 

(راصد اليمن | خاص)

 

 

آخر الأخبار