اكتمال وصول الوفدَين اليمنيين: المفاوضات تنطلق اليوم

تنطلق، اليوم، في إحدى ضواحي مدينة استوكهولم، جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف اليمنيين، برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث. جولة سارت الترتيبات اللازمة لها، حتى مساء أمس، على نحو إيجابي، إلا أن مآلها لا يبدو مضموناً، في ظلّ التقليل الأميركي من أهمية ما يمكن أن تسفر عنه.

ووصل، أمس، إلى السويد وفد حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، قادماً من العاصمة السعودية الرياض. وقال عبد الله العليمي، مدير مكتب هادي وأحد أعضاء الوفد الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة ما تُسمّى «الشرعية» خالد اليماني: «(إننا) سنبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التي نعتبرها فرصة حقيقية للسلام»، مضيفاً: «(إننا) نحرص كل الحرص على استغلال كل الفرص لتجنيب شعبنا المزيد من الدمار»، وهو ما كان قد تحدث به أيضاً اليماني نفسه، مؤكداً من الرياض «عزم الحكومة على تحقيق خطوات إيجابية لبناء الثقة». وجاء وصول وفد الرياض بعد ساعات من وصول وفد صنعاء، التي دعا رئيس «اللجنة الثورية العليا» فيها، محمد علي الحوثي، مجلس الأمن، إلى «التعاطي الجدي مع جهود السلام» تحت طائلة «تكرار سيناريو الفشل في الكويت».
ومع وصول الوفدين، أعلن غريفيث، رسمياً، «استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية يوم 6 ديسمبر (كانون الأول) 2018»، الذي ستشهد عليه قلعة أعيد ترميمها خارج استوكهولم على بعد 60 كيلومتراً من المدينة (قصر جوهانسبيرغز)، حيث أغلقت السلطات السويدية أمس المكان، ونشرت عربات تابعة لأجهزة الطوارئ. وسبق إعلانَ غريفيث تأكيد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، «(أننا) واثقون من أن الطرفين سيجتمعان هذا الأسبوع». وأثار اكتمال ترتيبات الجولة التفاوضية الجديدة، التي يُرجّح أن تكون غير مباشرة، ردود فعل مرحبة من قِبَل المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها «المجلس النرويجي للاجئين» الذي أمل أن «تمضي المشاورات بشكل إيجابي»، حتى «نشهد أثراً فورياً على الناس في اليمن»، محذراً من أنه «إذا أخفقت المشاورات أو تعثّرت، فستتعثّر أيضاً آمال وقف انزلاق اليمن المطّرد إلى أتون الجحيم». وشدد المجلس، خصوصاً، على ضرورة «التفاهم على وسائل إعادة فتح كل المرافئ، وتأمين استقرار الاقتصاد الوطني الذي ينهار، وفي الوقت نفسه تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبلا عراقيل».
على المقلب الأميركي، رحّبت الولايات المتحدة بانطلاق المحادثات، معتبرة أنه «آن الأوان لإحلال المصالحة مكان الصراع، والعمل معاً لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لليمن». لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هيذر ناورت، قرنت هذا الترحيب بالتشديد على أن «ليست لدينا أوهام، ونحن نعلم أن هذه العملية لن تكون سهلة، لكننا نرحب بهذه الخطوة الأولى الضرورية والأساسية»، ما يطرح المزيد من علامات الاستفهام حول حقيقة الموقف الأميركي من المفاوضات، وما إذا كانت واشنطن سترفع الـ«فيتو» عن انخراط حلفائها في حوار جدي لوقف الحرب وإطلاق التسوية السياسية.

آخر الأخبار