خاص | المقاومة اليمنية لا تراهن على نتائج صراعات داخلية امريكية

إيهاب شوقي / كاتب عربي مصري | لم تقع المقاومة اليمنية في فخ الدعوة الامريكية لانهاء الحرب والمهلة التي امهلها وزيري الحرب والخارجية الامريكيين لتحالف العدوان لانهاء هذه المهزلة الانسانية التي تدين العالم، وملحمة الصمود الماجدة في وجهها الاخر التي تزين احرارر اليمن ومقاوميها.
واكتشفت المقاومة منذ اللحظة الاولى للتصريحات ان الامر ينطوي على اشارة بدء عملية كبيرة لتحقيق اي انجاز بسقف زمني محدد لان الامور باتت تخرج عن سيطرة امريكا وادارتها.
ومصدر الاكتشاف ان المقاومة تعلم ان من وجه الدعوة هو قائد التحالف وموجهه وداعمه، وان الحرب بالأساس امريكية صهيونية لقطع الطريق على اليمن بموقعها الاستراتيجي الهام ان تكون بلدا مقاوما وما الحرب والعدوان البشع هذا الا لابقاءهذا البلد تحت مظلة المصالح الصهيو امريكية وتحت جناح مملكة ال سعود التي تشكل ذراعا صهيو امريكي  وباستخدام الاذرع التابعة لامريكا من ممالك ودول وكذلك من ميليشيات ومرتزقة.
وتبدو مشكلة امريكا اليوم داخلية بحتة، ولا يوجد مشكل امريكي مع العالم ورأيه العام، ولا مع القانون الدولي، فقضية اليمن اصبحت قضية داخلية امريكية خاضعة للمزايدات بين الديمقراطيين والجمهوريين، واصبحت ورقة بيد خصوم ترامب، وما كانت لتصبح ورقة مزايدة عليه لولا صمود المقاومة والذي حولها لحرب استنزاف سياسي للعدوان ورعاته.
واكبر دليل على مراوغة الادارة الامريكية، هي مهلة الثلاثين يوما، فهي لو صادقة حقا لكانت اعطت امرا مباشرا بالتوقف الفوري، ولكن المهلة تعطي حافزا لتكثيف العدوان وتحقيق اي انجاز قبل نفاذ السقف السياسي المتاح، والدخول في معارك الكونجرس بتشكيلته الجديدة.
وبدأت الدلائل تتوالى بقرار وقف التزود بالوقود الامريكي، حيث يكشف القرار اكثر واكثر ان الامور شكلية لتخفيف الضغط السياسي وكسب الوقت، وليست جوهرية، فمسألة التزود بالوقود لن توقف العدوان، كما ان قيمتها المادية لن تشكل خسارة لادارة ترامب اللاهثة على الاموال بشتى الطرق!
وكما  تفعل السعودية في قضية خاشقجي بالرهان على الوقت ليفلت ولي العهد بفعلته، تراهن امريكا على الوقت واي انجاز على الارض لتفلت بفعلتها في اليمن.
وباتت "اسرائيل" يائسة وقامت بالتفتيش في دفاترها القديمة لتحيي علاقات مع سلطنة عمان، علها تجد ظهيرا في (هرمز) بعد ان يئست من (باب المندب)!
بالطبع لا تستجدي المقاومة دعما امريكيا ولا تراهن على متناقضات السياسة، فهذه المتناقضات لو خدمت المقاومة فاهلا بها، ولكنها ليست محلا للرهان وليست املا يتعلق به المقاومون، وانما رهانهم على الصمود والمقاومة واملهم في النصر هو الايمان.
ستبقى هذه الحرب شاهدا تاريخيا ومحطة كبرى من محطات التاريخ ومضربا لمثل التحدي، وهي بحق كربلاء العصر.
ومن يراهن على فتور او استسلام او تفريط من قبل المقاومة فليراجع حساباته، او لا يراجعها، فسيكتشف في النهاية كم كان واهما، وكم قاده الغرور الى فقدان ماء وجهه، بعد توفر فرص عديدة لتسويات تستر عورة المعتدين.
ان النصر على بعد خطوات، والصمود خيار استراتيجي تبنته المقاومة، وسيعلم بحق الذين اعتدوا وتجبروا اي منقلب ينقلبون.

(خاص | راصد اليمن)

آخر الأخبار