الدعوات الأمريكية لوقف الحرب... تشعل الجبهات ولا تطفئها

رحّبت حكومتا صنعاء وعدن بدعوات وقف الحرب، إلا أن ذلك الترحيب الذي يؤكد رغبة طرفي الصراع بالاتجاه نحو السلام، لا يوحي كما تشير تفاصيله إلى وجود أي موافقة مبدئية على مقترحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، التي قدمها في سلسلة تصريحات ابتدأها من المنامة واختتمها في واشنطن.
بدأ العد التنازلي الافتراضي لوقف الحرب في اليمن، حسب مقترحات ماتيس، إلا أن الواقع الميداني للجبهات العسكرية في مختلف المحافظات اليمنية يمضي نحو التصعيد، بعكس التصريحات الأمريكية، ووفق توقعات «أنصار الله» التي ترى في تلك الدعوات بداية لتصعيد عسكري في مختلف الجبهات وعلى مختلف الأصعدة وقد يكون الأخير.
شكوك  
رئيس «اللجنة الثورية» في صنعاء التابعة لحركة «أنصار الله» محمد علي الحوثي، في أول تعليق له على الدعوات الأمريكية لوقف الحرب، أكد أن «قرار الحرب كان منذ اللحظة الأولى قراراً أمريكياً»، مؤكداً أن «الأمريكيين هم قادة التحالف وعليهم أن يترجموها مع حلفائهم بوقف القصف دون تسويف ورفع الحصار عن الشعب اليمني».
وأشار إلى أن «تلك الدعوات التي تؤكد أن الحرب في اليمن لا مخرج لها سوى السلام، إلا أنها مطالبة شكلية من قبل أمريكا وتعبر عن عدم الجدية واشنطن وتعدّ تهرباً مسبق من المسؤولية».
وفي هذا السياق، وصف مراقبون الدعوات الأمريكية بأنها «الإنذار الأخير للتحالف والقوات الموالية له، تهدف إلى دفعها للتصعيد وحسم معركة الحديدة خلال 30 يوماً، وإن لم تستطيع فإن الخيار الآخر يتمثل بقبول أنصار الله، كقوة سياسية وعسكرية، كأمر واقع ومنحها الحكم الذاتي على المناطق الخاضعة لسيطرتها».
كما اعتبر ناشطون مناهضون لـ«التحالف» المبادرة الأمريكية بمثابة «أوامر جديدة للتحالف والقوات الموالية له ، لبدء مرحلة جديدة من التصعيد العسكري».
تصعيد ميداني
بعيداً عن التوجه الدولي للدفع بأطراف الأزمة اليمنية نحو السلام، تشير الأوضاع العسكرية في مختلف الجبهات إلى أن هناك شبة تسابق من طرفي الصراع لتحقيق مكاسب جديدة على الأرض، حتى وإن كان ذلك في الوقت الضائع، بعد مضي قرابة أربع سنوات من الحرب.
فالاستعدادات لمعركة الحديدة لاتزال على أشدها في الساحل الغربي. تؤكد ذلك التعزيزات العسكرية التي وصلت من عدن خلال الأيام القليلة الماضية إلى الساحل، وإعادة تموضع القوات الموالية للإمارات في محيط مدينة الحديدة.
مصادر ميدانية في الحديدة أكدت لـ«العربي» بأن «هناك استعدادات كبرى تجري من قبل القوات الموالية للإمارات لمحاولة اقتحام مدينة الحديدة من شرق المدينة وتحديداً من اتجاه جامعة الحديدة ودوار الجمال من اتجاه الدريهمي»، وأشارت إلى أن «قوات العمالقة دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط كيلو 16 جنوب شرق الحديدة، في محاولة منها لاقتحام المدينة خلال الأيام القادمة».
وتزامنت تلك الاستعدادات مع تصاعد العمليات العسكرية بين قوات «الإنقاذ» في صنعاء، والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، في جبهات خب والشعف وصبرين والمهاشمة في محافظة الجوف، وكذلك تصاعد المواجهات في جبهات حرض وحيران في محافظة حجة، واستمرار العمليات العسكرية بين الطرفين في البقع وكتاف في محافظة صعدة، وعودة المواجهات العسكرية في عدد من جبهات تعز، واشتدادها في جبهات ناصع في البيضاء وجبهتي صرواح ونهم في صنعاء. يضاف إلى ذلك استمرار التصعيد العسكري في جبهات ما وراء الحدود  نجران وجيزان وعسير.
ردّ «التحالف» 
في الوقت الذي لم ترحّب أي من دول «التحالف» بالدعوات الأمريكية لوقف الحرب، ردّت السعودية التي تقود «التحالف» بتصعيد غاراتها الجوية على صنعاء مساء أمس وفجر اليوم، حيث استهدفت جنوب العاصمة بأكثر من عشر غارات.
وكان طيران «التحالف» قد عاود التحليق المكثف فوق العاصمة صنعاء منذ صباح أمس، حيث استهدفت منطقة الصباحة غرب العاصمة، ومديرية سنحان جنوب صنعاء بأربع غارات، وشن سلسلة غارات على صعدة وحجة والحديدة.

 

(رشيد الحداد - العربي)

آخر الأخبار