«أنصار الله» نحو حكومة «وحدة وطنية»

في وقتٍ تستمر مشاورات مسقط بين المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ووفدي جماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» بهدف وقف الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، منذ آذار الماضي، أعلنت الجماعة وأحزاب يمنية متحالفة معها عزمها على تشكيل حكومة «وحدة وطنية» خلال الأيام العشرة المقبلة، في خطوة تنذر بمزيد من التعقيدات على مستوى الحل الديبلوماسي للأزمة اليمنية.
وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ تزاول فيه حكومة خالد بحاح المستقيلة مهامها من الرياض حيث انتقل بعض أعضائها بعد بدء الحرب على اليمن، بينما تعتبر «أنصار الله» أن حكومة بحاح غير شرعيَّة، خصوصاً أنّها استقالت بعد سيطرة الجماعة على صنعاء، وتراجعت عن استقالتها مع بدء الحرب.
واتفقت الأحزاب والقوى والمكونات السياسية اليمنية التي شاركت في «حوار موفمبيك على تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات تمثيل واسع خلال العشرة الأيام المقبلة»، وفق ما ذكرت وكالة «سبأ» للأنباء.
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام لحزب «الحق» حسن محمد زيد، في مؤتمر صحافي في العاصمة صنعاء، إنَّ «أيّ حكومة مقبلة لا بد أن تكون واسعة التنفيذ مع التأكيد بالالتزام على المبادئ التي أعلنت عنها القوى والمكونات السياسية على الساحة الوطنية».
من جهته، أعلن عضو المجلس السياسي في جماعة «أنصار الله» حمزة الحوثي أنَّ «الحكومة المقبلة ستكون حكومة وحدة وطنية، خاصة أن البلد يمر في مرحلة صعبة واستثنائية، وفراغ دستوري وسياسي، يتوجب على القوى والمكونات السياسية ملء هذا الفراغ». وأضاف أنَّه «كان يفترض على القوى والمكونات السياسية ملء الفراغ الدستوري والسياسي قبل العدوان السعودي على اليمن، لكن كان هناك تلكؤ من بعض القوى التي تريد أن تحقق بعض المكاسب على حساب المصالح الوطنية».
وقال الحوثي إنَّ «جماعة أنصار الله على تواصل دائم وتنسيق مع كافة القوى السياسية، بما فيها المؤتمر الشعبي العام»، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذي كان لافتاً غياب أيّ ممثل له عن المؤتمر الصحافي.
وأشار إلى أنَّ «هناك مشاورات في مسقط لعرض أفكار تقدم بها المبعوث الأممي تتعلق بوقف العدوان السعودي على اليمن»، موضحاً في هذا السياق أنَّه «تمّ التفاهم حول بعض النقاط التي تقدّم بها ولد الشيخ أحمد، وهناك تعنّت من قبل النظام السعودي على النقاط التي تمّ التفاهم بشأنها، وحصل عقبها فتور في المشاورات».
في هذه الأثناء، واصل «التحالف» غاراته على اليمن، مستهدفاً، وفق ما أفادت مصادر عسكرية موالية، تجمعات ومركبات عسكرية في بلدة بيحان الواقعة شمال محافظة شبوة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً.
وأكدت المصادر أنَّ بعض الغارات أصاب «عن طريق الخطأ» المسلحين الموالين لهادي، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى في صفوفهم، وتدمير دبابة وعربة عسكرية.
كما استهدف «التحالف» أهدافاً في محافظة البيضاء وسط اليمن، فيما واصل غاراته على صعدة في شمال البلاد.
وفي تعز جنوب غرب اليمن، تستمر الاشتباكات بين الجيش اليمني و «اللجان الشعبية»، والمسلحين من جهة أخرى، خصوصاً في منطقة الضباب.
وقالت الأمم المتحدة إنَّ نحو 100 مدني قتلوا في الأسبوعين الأخيرين في مدينة تعز، منهم 53 سقطوا في الضربات الجوية على المدينة في 21 آب.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان سيسيل بويي «يساورنا القلق من الزيادة الحادة في عدد القتلى المدنيين في تعز في الأسابيع الأخيرة».
(«السفير»، رويترز، أ ف ب)

آخر الأخبار