خاص | أيها الناس.. تسلّحوا بأضعف إيمانكم

محمد عيد - كاتب وإعلامي سوري | لعلها المحنة الأكبر التي عاناها ولايزال يعانيها شعب اجتمعت الدنيا عليه حربا أو صمتا أشبه بالتواطؤ،  كل حسب غايته التي يرجوها من آل سعود، اتقاء لشرهم حينا أو استرضاء وتملقا لهم أحياناً، أو مقايضة معهم على منفعة في جغرافيا آخرى على حساب جثامين وأشلاء الأطفال اليمنيين  الذين لم  ينع طهرهم أي بيان رسمي دأبت الدول على إستصداره استنكارا، حين لا يعود بوسعها تجاهل رائحة الشواء البشري الذي زكم الأنوف وأوشك يخرج المتواطئ عن صمته، قبل أن يُخرج آل سعود من بيت مال المسلمين ما يشترون به الذمم ويخرسون به الألسن.
وهكذا راحت قضية الشعب اليمني المظلوم تزان على كفتي ميزان المصالح الذي قوامه المال أساس التواطؤ، وما كان يوما جريمة إنسانية لا يؤتى على ذكرها حفاظا على تماسك العلاقات  الدبلوماسية مع آل سعود، فقد بات اليوم مادة للتكسب والإسترزاق عبر الإيحاء بأن الصبر قد نفذ أو أوشك على هذه الإنتهاكات إلا أن تثمَن للدول مواقفها أو صمتها على أقل تقدير وهكذا لم يعد لأحد مصلحة في وقف هذه المذبحة في اليمن حتى لا يسد باب الرزق المفتوح على مصراعيه من قبل من تعودوا أن يدفعوا بسخاء حتى  قبل أن يتلاشى في الفضاء صدى نعتهم بالبقرة الحلوب.
هذا حال الدول وقد شاع عنها أنها تقارب السياسة بميزان الربح والخسارة فما بال الشعوب والمنظمات ورجال الدين يقارفون الموضوع بذات النظرة التائهة عن صلاح دنياهم وآخرتهم ، ألا تخشى هذه العمامة أن تسأل أمام الله سبحانه وتعالى عن موقفها من قضية شعب لم يعد للإلتباس او الغموض مكان فيما يلقاه من ظلم وعدوان ينطوي على مجازر يومية تطوي  اللاحقة منها فداحة السالفة ، أليست العمامة حجة على صاحبها في الدنيا والآخرة ، أليس للأحزاب القومية واليسارية في هذا العالم العربي ما تقوله في مظلومية الشعب اليمني  وقد اشترى المال السعودي كبار قادتها فبات كلامهم وصمتهم غب الطلب السعودي، أما آن للشعوب الساعية إلى تحررها أن تعي بأن الفضيلة حالة متكاملة لا تستقيم في مكان وتعوج في آخر ولن تنصر لنفسك إن لم تنتصر لمظلومية غيرك 
ايها المقهورون في العالم، أيتها الشعوب، أيها الفلسطينيون اينما كنتم  إن للشعب اليمني عليكم حقا يستوجب منكم الوفاء له خاصة عن غيركم وقد ملأ الساحات في يوم القدس العالمي مقدما مظلوميتكم على مظلوميته ومعيدا الحياة إلى شعارات فارقها بعض قادتكم من قبل أوسلو فلا يجوز من الله ان يتبارى جناحا قادتكم المتصارعون المتحاربون فيما بينهم فيعز عليهم الإتفاق إلا على موقف موحد من الشعب اليمني المظلوم ، موقف يكون قوامه الأساسي استرضاء آل سعود وتمني رضاهم حتى لو بقيوا على تصنيفهم الرسمي بالإرهابيين لمن يقدمون أنفسهم منكم على أنهم مقاومة 
ايها الناس شاوروا في أمركم وانظروا لآخرتكم  فآل سعود إلى زوال كما زال عاد وثمود وإن أعياكم أن تتسلحوا بالإيمان كله  فتسلحوا بأضعفه فلم يعد المشهد في اليمن يحتمل المزيد من التواطؤ والنفاق.

 

خاص - راصد اليمن |

 

آخر الأخبار