نفي إماراتي يعزّز تهمة صفقة «التحالف» مع «القاعدة»

بعد أسبوع من اتهام وكالة «أسوشيتد برس» لأبو ظبي والرياض بإبرام صفقة مع تنظيم «القاعدة» في اليمن، أكدت تصريحات لمسؤولين عسكريين إماراتيين تراجع عمليات التنظيم بنسبة 93% خلال الأعوام الثلاثة الماضية ومقتل الغالبية العظمى من قياداته.
وربطت التصريحات الإماراتية هذا التراجع بانطلاق عملية «عاصفة الحزم» العسكرية ضد «أنصار الله»، كما أكدت أن التنظيم «أصبح محاصراً بشكل يجعل قدرته على تصدير الإرهاب الدولي شبه منعدمة».
في ذات السياق، قال مسلم الراشدي، العميد المتحدث من القوات المسلحة الإماراتية، خلال مؤتمر صحفي عُقد مطلع الأسبوع في مبنى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إن قوات «التحالف» تمكّنت من القضاء على حوالي 1000 مقاتل من تنظيم «القاعدة» منذ العام 2015، إضافة إلى اعتقال 1500 آخرين في المكلا عاصمة حضرموت.
وفي رد مباشر على ما أوردته الوكالة الأمريكية، الأسبوع الماضي، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، إن أبو ظبي لن تتفاوض مع الإرهابيين أو تمولهم أو تدعمهم على خلاف بعض الدول في المنطقة.
تعزيز التهمة
إلى ذلك، رأى متابعون أن التصريحات الإماراتية الأخيرة عزَّزتْ التهمة التي تضمنها تقرير «أسوشيتد برس» ولم تدحضها.
وأوضح المتابعون، في حديث إلى «العربي»، أن تراجع عمليات تنظيم «القاعدة» في اليمن «له علاقة بالصفقات التي أبرمتها قوات التحالف بقيادة السعودية مع التنظيم وليس بالعمليات العسكرية الاستعراضية ضده».
وأضاف المتابعون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم لأسباب أمنية، أن التنظيم «لم يكن ليقبل بعروض التحالف لو لم تكن منسجمة مع سياسته الجديدة، والتي اقتضت غض الطرف عن كل جهد يصب في صالح الحرب على أنصار الله».
وبخصوص استعادة قوات محلية مدعومة من «التحالف» لمدن في محافظات جنوبية كان تنظيم «القاعدة» قد سيطر عليها خلال العام 2015، أكد المتابعون أن التنظيم، ومنذ العام 2012م، «لم يعد يخوض حروباً للسيطرة على مدن أو للحفاظ عليها، حيث سبق له وأن سيطر على مدينة سيئون في وادي حضرموت، وعلى مركز محافظة البيضاء، وعلى مدينة عزان في محافظة شبوة، وعلى مدن ومناطق أخرى قبل عملية التحالف العربي في اليمن، لكنه غادرها دون قتال».
وأشاروا إلى أن حديث المسؤولين العسكريين الإماراتيين عن مقتل 1000 واعتقال 1500 من عناصر التنظيم في جنوب اليمن خلال عامين، «استند إلى معلومات غير واقعية نشرتها وسائل إعلام سعودية وإماراتية خلال الفترة الماضية، ومنها مقتل 800 في عملية تحرير مدينة المكلا التي استمرت يوماً واحداً فقط، رغم أن بيان التنظيم أكد الانسحاب من المدينة دون قتال ودون خسائر».
وبيَّن المتابعون أن كل الأرقام والتقديرات التي نشرتها مراكز الدراسات وغيرها، تؤكد أن عدد أعضاء التنظيم النشطين في الميدان «أقل بكثير من عدد القتلى والمعتقلين الذي أشارت إليه تصريحات العسكريين الإماراتيين».
وزادوا أن التنظيم أعلن عن مقتل معظم قادته الذين قضوا جراء قصف جوي للطائرات الأمريكية من دون طيار خلال الأعوام الماضية، لكنه لم يعلن عن مقتل قيادي واحد بغارات لقوات لتحالف أو خلال مواجهات مع التشكيلات العسكرية المحلية المدعومة منها.
ماذا عن تنظيم «الدولة»؟
وتساءل المتابعون «إذا كانت الإمارات قد عدَّت تنفيذ تنظيم القاعدة لخمس عمليات فقط في النصف الأول من العام الجاري إنجازاً لها في مجال الحرب على الإرهاب بغض النظر عن صحة هذا الرقم من عدمها فماذا عن عمليات تنظيم «الدولة» في مدينة عدن والتي تصاعدت بصورة غير مسبوقة خلال الفترة ذاتها؟».
ورأوا أن تصاعد عمليات تنظيم «الدولة»، بإمكاناته المحدودة وقلة خبرته، في مقابل تراجع عمليات القاعدة، «يرجِّح وجود صفقة مع التحالف».
(العربي)

آخر الأخبار