الإمارات تستمر في عض المستحيل..والقوات اليمنية تتحضر لرد استثنائي

زين العابدين عثمان- المسيرة- لقد كان مخطط الهجوم على محافظة الحديدة التي تقع في القطاع الغربي من جغرافيا اليمن وتطل على البحر الأحمر جزءا من مخطط تمت تهيئته وتحضيره لسنوات وفقا لدراسات وتخطيطات استراتيجية أمريكية - إسرائيلية بالمقام الأول، يسعى لخدمة مصالحهما وإرساء هيمنتهما على اليمن ودول الشرق الأوسط بالكامل بعد ضرب القوى الممانعة والمقاومة، وقد مثل العدوان على اليمن من قبل التحالف السعودي في ال26 مارس 2015 وإلى اليوم بداية لتنفيذ هذا المخطط المشؤوم مع بنك أهدافه التي رسمت مسبقا من ضمنها السيطرة على المناطق الحيوية والاستراتيجية باليمن وفي مقدمتها الخطوط الساحلية الجنوبية والغربية وكذلك الجزر والموانئ البحرية وباب المندب ذو العمق الاستراتيجي المهم جدا في الهيمنة على الملاحة البحرية العالمية، وقد تم ملاحظة هذا المشروع الاستعماري بعد أن اتضحت تفاصيله وبروتوكولاته واكتملت الصورة خلال الثلاثة الأعوام السابقة. وعلى هذا الأساس فإنه ولما للحديدة من أبعاد وقيمة استراتيجية مهمة كونها تشرف على أحد أهم الموانئ حيوية بالمنطقة وتحتوي على بعض الجزر الاستراتيجة كان مخطط الهجوم عليها هدفا ملحا وأمرا ضروريا من أجل استكمال وإنجاح المخطط الأمريكي الإسرائيلي الهادف لاحتلال وتفتيت اليمن ودونه لن يكتب نجاح على الإطلاق، وبالتالي فالإمارات التي تصدرت المشهد السياسي والعسكري في المراحل المتأخرة من العدوان على اليمن، قد أعطاها الأمريكان والصهاينة فرصة من أجل أن تثبت دورها في هذا السيناريو وتحظى ببناء عش الزوجية مع إدارة ترامب ليحافظ الأخير بالمقابل لنظام عيال زايد بقاءهم على العرش وأيضا من أجل أن تكون الإمارات الوكيل الإقليمي الأول لأمريكا في إدارة ملفات المنطقة وخصوصا الملف اليمني، وعلى هذا الأساس تحديدا أوكل إلى الإمارات بأن تضع نفسها مكان أمريكا لتقتل وتدمر وتحتل، وهجومها مؤخرا على الحديدة ليس سوى اندفاع من باب الطاعة وكسب الرضا الأمريكي وكذا الإسرائيلي من أجل أن تثبت لهم أنها تستحق أن تكون الزوجة العربية المثالية لأمريكا لتنفيذ حرب بالوكالة نيابة عنها لتدمير اليمن واحتلاله ونهب مقدراته وثرواته وتنفيذ كل ما تحتاجه وتتطلبه المصالح الأمريكية الصهيونية الأمنية والاقتصادية وأيضا تلبية لأطماعها هي ومايشبع لهفها خلف موانئ اليمن التي لها امتداد استراتيجي وحيوي مهم ومؤثر على موانئها في دبي. لكن وكما هو متوقع فالإمارات التي اختارت أن تكون المتصدرة لمشهد الصراع وخصوصا في معركة الحديدة، سرعان ما علقت مع مثيلتها السعودية في المستنقع الذي نصبته قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في أول أيام تلك المعركة فيما زادت من خسائرها إلى أرقام قياسية وأصبحت أسيرة في الحديدة وقواتها ومرتزقتها التي حاولت التقدم بهم في مناطق الحديدة فتم تمزيقهم على امتداد 90 كيلو متر من خط الساحل الغربي من قبل القوات اليمنية من الجيش واللجان الشعبية، وإطباق الحصار وقطع خطوط الإمداد عليهم لأسبوع، فيما لاتزال تلك القوات تستنزف وتنزف إلى اليوم وعملية هجومها على مطار الحديدة الدولي مؤخرا زاد من جروحها وضاعف فواتير خسائرها في القوة البشرية والآليات والمدرعات والعتاد الحربي وأيضا فضح زيف سيطرتها الكرتونية على مطار الحديدة مؤخرا أمام العالم. لذا ربما أن الوقت بات مناسبا لنقول أن سيناريو اجتياح الحديدة من قبل الإمارات يعتبر صعبا جدا فالمسألة لم تعد هينة كما حسبها الإماراتيون أو من يقف خلفها من دول الغرب ومن الشواهد الدلالية ماتثبت ذلك جملة وتفصيلا فالإمارات قد أقحمت نفسها في معركة لا نصر فيها، بدايتها خطوة انتحارية ونهايتها هزيمة لكن وبالرغم من ذلك لازال النظام الإماراتي الطائش يحاول الاستمرار رغم ثبوت استحالة المآرب والأهداف المرسومة عض المستحيل . وبالتالي نود الإشارة هنا إلى كيفية الرد اليمني الذي سيكون مواكبا لمستوى المعركة ولربما أن طبيعته ستكون استثناءً يفوق كل الحسابات وهو ما أشار إليه الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام الذي قال في بيانه الأخير "بأنه إذا لم تعلن الإمارات وحلفاؤها الهزيمة فالكلفة ستكون أكبر من المتوقع" لذا وبما أن الإمارات لاتزال تطلب شوطا إضافيا وفصول جديدة من المعركة لخوضها رغم كل الأبعاد والتداعيات فلابد أن القوات اليمنية على هذه التصعيد والصفيح الساخن ستكشف النقاب عن خيارات استراتيجية توضح طبيعة الرد ونعتقد جدا بأنه سيكون استثنائيا ولايعزب أن من ضمنها تنفيذ هجمة صاروخية مباغته وفجائية على مناطق في العمق الإماراتي كونه أصبح شبحا وخيارا يلوح في الأفق ومطلبا شعبيا أيضا.

آخر الأخبار