باريس بعد واشنطن ولندن.. ما الخيارات المتبقية لتحالف العدوان؟

ليس بالجديد الحديث عن المشاركة العسكرية الامريكية والبريطانية في العدوان على اليمن والدعم الذي تقدمه واشنطن ولندن على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية لا سيما في التزويد بالسلاح والعتاد الحربي. وما تكشفه الصفقات الكبيرة ليس بحاجة الى مزيد من التوضيح، كذلك الحال بالنسبة لفرنسا في مجال التزويد بالاسلحة والوقوف الى جانب السعودية وتبني رؤيتها في المسألة اليمنية.

وكانت بريطانيا قد أكدت في بيان لوزير خارجيتها بوريس جونسون مشاركتها في العدوان على اليمن وإرسال قوات عسكرية إلى السعودية لا تتلقى الاوامر من القيادة السعودية وانما من القيادة البريطانية.

وقبلها كانت وزارة الحرب الأمريكية قد تحدثت عن إرسال فرق عسكرية باسم القبعات الخضراء الى السعودية علاوة على ما تكرر الاعلان عنه من الدعم العسكري اللوجستي والاستخباراتي والتزويد بالوقود وما الى ذلك.

 الجديد هذه المرة هو الكشف عن قوات خاصة فرنسية الى جانب القوات الغازية الاماراتية في معركة الساحل الغربي، هذا ما أكدته صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية مؤخرا، ونقلت الصحيفة عن مصدرين عسكريين فرنسيين تأكيدهما المشاركة الفرنسية في العدوان اليمن، وهو أيضا ما نقتله وكالة "رويترز" عن مصدر برلماني فرنسي أيضا، وأشارت الوكالة الى عدم وجود تفاصيل أكثر عن الموضوع نظرا للسياسة التي تتبعها باريس بخصوص مشاركة قواتها الخاصة في العمليات العسكرية، لتوجه قوات خفر السواحل اليمنية صفعة سريعة تستقبل بها هذه القوات بالقائها القبض على زورق عسكري فرنسي قبالة السواحل اليمنية، لم تكشف بعد عن بقية التفاصيل المتعلقة به، ويمكن معرفة طبيعة تواجد هذا الزورق في السواحل اليمنية من اعلان وزارة الدفاع الفرنسية الجمعة واستعدادها للمشاركة في ما وصفته بنزع الالغام في الحديدة.

المشاركة الغربية الامريكية والبريطانية والفرنسية في العدوان على اليمن تقول إن الرياض ليست صاحبة اليد العليا في تحالفها المسمى زورا بالعربي، بل من يقف وراءها دائما ودعما وتسليحا بما يسعر العدوان المتوحش ويغري في ارتكاب المزيد من الجرائم وياتي في إطار المصالح الخاصة بهذه الدول والمرسومة في المنطقة، كما يفسر الصمت الدولي المطبق على الجرائم بحق ابناء الشعب اليمني وحصاره طوال اكثر من ثلاث سنوات.

الاعلان الفرنسي عن المشاركة العسكرية في اليمن تزامن مع تسجيل خيبة كبيرة وفشل في التصعيد الكبير من قبل العدوان في الساحل الغربي والخسائر الباهضة والمتلاحقة في عديد وعتاد الغزاة ومترزقتهم، وتتالي العمليات النوعية التي استهدفتهم، من علمية القوة البحرية وصاروخيها اللذان أصابا بارجة اماراتية قبالة سواحل الحديدة، وتكبدت فيها الامارات خسائر في الارواح اعترفت فقط باربعة منهم، مرورا بالضربة الصاروخية البالستية على تجمعات الغزاة في الساحل الغربي، الى العمليات الهجومية النوعية على طول الشريط الساحلي والتي قطعت أوصال افعى العدوان التي امتدت على الطريق الساحلي وقطعت خطوط امدادها بعد ان تم استدراجها الى عدد من النقاط.

وبالنظر الى توقيت إعلان هذه المشاركة وظروفها فإنها تحمل الكثير من الدلالات على مستوى الحرب العدوانية الكونية المفروضة على اليمن، والبون الشاسع بينها وبين كل ما يرفع من شعارات من قبيل إعادة الشرعية المزعومة أو انهاء الانقلاب حسب هؤلاء، ويرى فيه المراقبون محاولة لرفع معنويات الغزاة المنكسرة.

الدعم الكبير المقدم من الدول الغربية الكبرى لتحالف العدوان على اليمن خلال الأربعة أعوام الماضية لم يقدم لهذه الدول الا ما يكشف ضعف وهشاشة جيوشها، وفي ذات الوقت يدل على ثبات وتماسك ومقدرة اليمنيين على مواجهة أعتى آلة عسكرية متوفرة وهزيمتها، الأمر الذي أجبر الدول الغربية الكبرى على الظهور بنفسها واحدة بعد الأخرى، وتطل برأسها بعد أن كانت تتدثر بستار العروبة المسروقة وتختبئ خلف الشرعية المزعومة، وتمتطي حثالة الحثالة من الخونة والعملاء والمرتزقة.
.."وان ربك لبالمرصاد".

(علي الدرواني - كاتب وإعلامي يمني / موقع العهد)

آخر الأخبار