خاص | الطريق لتحرير اليمن يمرّ عبر فوهة البندقية

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | من المعروف في العلاقات الدولية أن التحالفات الاستراتيجية تقوم على عدة أسس، أهمها وجود اعداء مشتركين وتشابه في هيكلية الاوضاع الامنية ووجهات النظر العالمية.
والتحالف الاستراتيجي السعودي الأسرائيلي، على خلاف المشاع، أنه حديث أو أنه تعمق مع سعي بن سلمان لاستلام السلطة تجاوزا للتفاهمات العائلية الحاكمة.
هذا التحالف قائم منذ النشأة، ولا تعتبر الوثائق الكاشفة لموافقة الملك المؤسس عهبد العزيز ال سعود على انشاء وطن لليهود بفلسطين المحتلة هي الدلائل الدامغة فقط.
وانما كل تحركات المملكة وسياساتها وتحالفاتها وتمويلاتها، تصب في صالح امريكا والكيان الصهيوني، ودوما تأتي حربا على اعداء الكيانن وداعما لاصدقائه ومناصريه.
فالمملكة و"اسرائيل" كيانات وظيفية تعمل كأذرعة للاستعما ورأس حربة لمصالحه.
ولو طبقنا نظرية التحالفات الاستراتيجية وأهم أسسها على المملكة السعودية و"اسرائيل" فإننا يمكن ملاحظة ما يلي:
اولا: من حيث الاعداء المشتركين، فإن اعداء الصهاينة هم المقاومون مهما اختلفت تصنيفاتهم، بداية من الحركات القومية العربية ورائدها جمال عبد الناصر، وصولا لحركات يسارية واسلامية، حظيت جميعها بعداء سعودي وتكفير وتشويه، ولم تحتضن المملكة الا تياررات اسلامية مهادنة مميعة للصراع مع العدو، وكذلك بالطبع احتضنت حركات قومية زائفة مارست القومية بشكل عنصري مرتزق، ناهيك عن حركات ليبرالية عميلة.
ثانيا: من حيث تشابه الأوضاع الأمنية، فعلى عكس مايشاع عن دولة العدو أنها ديمقراطية، فكل انتهاكات حقوق الانسان تمارس بها ويمارس بها كافة اشكال التمييز العنصري، حتى بين المغتصبين من جنسيات مختلفة ناهيك عن العرب، وهو ما تمارسه الملكية المطلقة في السعودية والتي تقمع كل معارضة وكل ما هو غير وهابي.
ثالثا: وجهات النظر العالمية بين السعودية والكيان الصهيوني متطابقة، فكلاهما يخدمان الراعي الأمريكي، وكلاهما يرعيان مصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي وكلاهما يحافظ على مصالح امريكا الجيوستراتيجية، ناهيك عن الخدمات الاعلامية بترويج النموذج الامريكي والمفاهيم الامريكية.
ان المتطرفين الصهاينة بعنصريتهم البغيضصة لا يختلفون عن المتطرفين الوهابيين بعنصريتهم وتكفيرهم للاخر، واستباحته بناء على هذا التكفير.
وكلا الكيانين لا يعترف سوى بلغة القوة والغلبة، ولا عهود ولا وعود معهما.
بعد ان وصلت القضية الفلسطينية لمرحلة التصفية بعد التأرجح بين السياسة والمقاومة، واكتشاف ان المقاومة هي الحل الوحيد، فإن اليمن ابتليت كما فلسطين بعدو لا يعرف سوى المقاومة، وربما اي تأرجح بين السياسة والمقاومة، سيكون مكلفا للغاية.
لا حل سوى المقاومة، ولا مانع من العمل بالسياسة بشرط الايمان بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.
المجاهدون اليمنيون على الارض عازمون على الصمود وهم يحاربون كجزء من محور المقاومة وهم سيحاربون العدو الصهيوني سواء بتشابهات وتطابقات النظام السعودي معه، او حقيقة عبر وجود الصهاينة بغرف عمليات العدوان واشتراكهم العملي في قتل الشعب اليمني.
الطريق الى تحرير اليمن ايضا يمر عبر فوهة البندقية.

 

(خاص - راصد اليمن)

آخر الأخبار