خاص | من يستخف بالمقاومة فليحذر من ثاراتها

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري |  أزمة المعسكر الأمريكي الصهيوني وذيوله الخليجية وتوابعه من المرتزقة والضعاف، أنهم يظنون المقاومة مسألة شخصية، كما هي عمالتهم وارتهانهم والذي تغلب عليه النزعة الشخصية والتاريخ العائلي أو الامتدادات السياسية.
ولا يعرف هؤلاء أن المقاومة عقيدة راسخة ولها جمهورها وجنودها وأنها لا تتوقف علىشخص بعينه، بل هي منهج متبع، والأدهى أنها تزداد حمية كلما استهدف أحد أبطالها.
حدث هذا على مر التاريخ ولا زال يحدث، وكلما استهدف العدوان مقاوما، كلما نبت مقاوما آخر محملا بثارات المقاومة.
جريمة اغتيال الرئيس الصماد كان العدوان ورؤوسه يظنونها ضربة قاصمة، ولكنهم رأوا وسيرون أكثر وأكثر أنها دفعة جديدة وكبيرة للمقاومة، وأن رفاق الصماد سيزدادون حمية على حميتهم، وهو ليس كلاما انشائيا، وانما يترجم حاليا في الميادين وفي تصريحات قادة المقاومة.
تقول مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن الامارات هي المنفذ للجريمة بطائرة بدون طيار وبصاروخ بلو أرو 7 الصيني الصنع.
وتضيف المجلة أن جريمة الاغتيال تعد ضربة قاضية في عملية سلام يمنية راكدة بالفعل.
وبخصوص الامارات تقول أن استهداف الامارات للشهيد الصماد يسلط الضوء على الحزم العسكري المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة. منذ عام 2016 ، حيث تحاول ترسيخ نفسها كشريك رئيسي للغرب في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي نفس الوقت دعم قدراتها العسكرية من خلال صفقات السلاح مع بكين.
ونقلت المجلة عن الباحث في تشاتم هاوس "فارع المسلمي" قوله أن الإمارات استثمرت بكثافة في المساعدات العسكرية للقوات التي تدعمها قوات التحالف في اليمن.
وقد شيدت وحدات أمنية مختلفة، ينظر إليها على أنها قوات بالوكالة من قبل الأمم المتحدة، لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الساحل الجنوبي.
والآن، توجه الإمارات جهودها لدعم طارق صالح ، ابن أخ الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي يقود هجوماً لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين.
وتؤكد فورين بوليسي، أنه و على الرغم من أن السعوديين أعلنوا مسؤوليتهم عن الضربة، إلا أن المعلومات الاستخبارية عن الهجوم تم توجيهها من خلال موظفي طارق صالح إلى الإمارات، والتي نفذت العملية أيضًا.
ولفتت إلى أن طارق صالح ورجاله أُجبروا على اللجوء إلى الإمارات العربية المتحدة، حاملين معهم معرفة عميقة ومعلومات هامة عن الحوثيين.
مضيفة أن موت الصماد لم يكن حادثة منعزلة، فقد تم مؤخراً قتل عدد من الشخصيات الرئيسية في جماعة الحوثي، الذين يشتركون في علاقات وثيقة مع الرئيس السابق صالح، وفقا لفورين بوليسي.
لا يعنينا هنا من القاتل، فالعدوان وأطرافه كلهم مشتركون، وقادة المقثاومة جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني وأطفاله ونسائه وشيوخه الذين راحوا ضحية العدوان، والذين يحمل ثاراتهم كل يمني حر، بل وكل مقاوم شريف دون النظر لجنسيته.
ما يعنينا أن المقاومة باقية وتزداد وستزداد بأسا، وكلما ازدادت اباء وصمودا كلما اختلت موازين التحالف وازداد الضغط عليه وتزايدت التناقضات به.
الامارات وفقا للتحليلات الغربية يهدف لتوسيع النفوذ في جميع أنحاء المنطقة، باستخدام العديد من القواعد العسكرية على طول الساحل الجنوبي لليمن. قاعدة جوية أكبر في عصب بإريتريا ؛ وخطط للتعاون الدفاعي مع الصومال. كما تقوم الإمارات العربية المتحدة ببناء علاقات مع السودان والسنغال، وكلاهما أرسل قوات إلى الخطوط الأمامية لليمن.
وتقول فورين بوليس ايضا: "يتناغم دور الإمارات المتنامي مع مصالح الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. شهدت اليمن زيادة كبيرة في عدد هجمات الطائرات بدون طيار منذ بداية إدارة الرئيس دونالد ترامب... إن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بغارات مباشرة يعفي القوات الأمريكية من الضغط والمخاطر التي تتعرض لها، ولذلك عززت الولايات المتحدة جهود الإماراتيين. كما شاركت واشنطن في الحرب الأهلية في اليمن ، حيث قدمت الأسلحة والتدريب للقوات السعودية والإماراتية ، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والإستخباراتي المباشر لحملة التحالف الجوية ، بما في ذلك إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود أثناء الطيران.".
ما قالته فورين بوليسي معلوم من عمالة هذه الدول بالضرورة، وهو يعطي شرعية كبيرة للمقاومة وتوجيه سلاحها لأمريكا ووكلائها ومرتزقتهم بالميادين.

 

(خاص - راصد اليمن)
 

آخر الأخبار