«ذا هيل»: الكونغرس مطالب بالتحرك الفوري لتدارك «مآسي» اليمن

في ظل تصاعد انتقادات المشرعين الأمريكيين لإدارة الرئيس دونالد ترامب نظراً لغياب استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع في اليمن، تطرق موقع «ذا هيل» إلى الجلسات التي سيعقدها الكونغرس هذا الأسبوع لمناقشة دور الولايات المتحدة في الحرب الدائرة هناك، مشيراً إلى أن المؤسسة التشريعية معنية بتوجيه «رسالة بسيطة للغاية» إلى الإدارة الأمريكية لتدارك «التداعيات المأساوية» للنزاع على 29 مليون مواطن يمني.
وشدد الموقع الإلكتروني، المقرب من الكونغرس، على أن حرب اليمن «أصبحت أكثر تعقيداً مع مرور الوقت»، مضيفاً أن المؤسسة التشريعية «عمدت، وعلى مدى أكثر من عامين، إلى ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية (لتوضيح) الأهداف الاستراتيجية، والنتائج الإنسانية المأساوية» الناجمة عن تلك الحرب.
وبحسب «ذا هيل»، فإنه باستطاعة الكونغرس الضغط على الإدارة لحثها على اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخفيف من معاناة الشعب اليمني».
وأوضح الموقع أن «الخطوة الأولى» التي يتعين على الكونغرس اتخاذها، تتمثل في السعي إلى إنهاء حرب اليمن، عن طريق استئناف المسار التفاوضي، باعتبارها «الخطوة الأكثر أهمية لتحقيق المصالح الأمريكية، وتخفيف معاناة» اليمنيين، مشيراً إلى المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة، والمبعوث الأممي الجديد الخاص باليمن، مارتن غريفيث من أجل «قيادة المفاوضات الرامية إلى وضع حد للصراع» هناك، لا سيما وأن واشنطن «لم تستثمر في إحداث دفعة ديبلوماسية قوية منذ أكثر من عام» في هذه القضية.
وفي الإطار عينه، ذهب الموقع إلى أن «الخيار المتواصل (من قبل التحالف) بالركون إلى التصعيد العسكري بدلاً من المفاوضات سيجعل من حل القضايا السياسية أمراً أكثر صعوبة»، إضافة إلى «تعميق حالة الإحباط لدى الشعب» في اليمن.
أما «الخطوة الثانية»، فهي أن تعمد الولايات المتحدة إلى «استخدام نفوذها لدى التحالف، الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في اليمن، من أجل ضمان الوصول إلى كافة موانىء البلاد بكل حرية، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، والصليف» الواقعة على البحر الأحمر.
ولفتت إلى أن «القيود المستمرة» على حركة البضائع التجارية والمواد الإغاثية الواردة إلى تلك الموانىء، وانعدام اليقين بشأن مستقبل الحصار المفروض على البلاد، «أفضت إلى انخفاض كبير في معدلات الاستيراد»، لا سيما الوقود، الذي انخفضت معدلات استيراده منذ مطلع شهر مارس بنسبة 30 في المئة، بالمقارنة مع معدلات شهر نوفمبر. كما «جعلت أسعار الغذاء، والوقود، والمياه، وغيرها من المواد الأساسية بعيدة عن متناول معظم المواطنين». 
وأردف الموقع أن إتاحة «الوصول الدائم وغير المقيد»، لكافة البضائع التجارية والشحنات الإغاثية عبر ميناء الحديدة، الذي تمر عبره 90 في المئة من حركة الواردات، يعد «عنصراً حاسماً لتفادي وقوع كارثة».
وأكمل «ذا هيل» أن «الخطوة الثالثة»، تقوم على أن يبادر الكونغرس إلى «حث الإدارة الأمريكية على حماية المدنيين» في اليمن، الذين يتم استهدافهم بشكل متعمد في بعض الأحيان، مضيفاً أن «العمليات (العسكرية) الدائرة في اليمن، أدت إلى تآكل معايير النظام القانوني الإنساني الدولي، المتدهورة أصلاً»، حيث تم تسجيل حالات قصف «التحالف» لمواقع مدنية مثل المصانع، والمستشفيات، وهو ما يعد «تجاوزاً للخطوط الحمراء الهامة، التي يتوجب على الأطراف المتحاربة احترامها، وفق ما تنص عليه اتفاقيات جنيف».
وأشار «ذا هيل» إلى أن «الكونغرس قد صبّ اهتمامه، بكل حكمة، على الخسائر غير المتناسبة في صفوف المدنيين» بفعل الصراع في اليمن، مشدداً على أن المؤسسة التشريعية الأمريكية، وفي ظل استمرارها في تسليط الضوء على الأزمة اليمنية أمام الرأي العام، «مطالبة بتحويل طاقاتها الرقابية باتجاه وزارة الدفاع، التي يتوجب عليها، بدورها، أن تصر على ضرورة الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني» من جانب طيران «التحالف».
وأردف الموقع أنه «يتعين على مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية أن يأخذوا هذه القضية على محمل الجد»، محذراً من أن «تلاشي (الإلتزام) بالقواعد القانونية للحرب، سوف يلحق الأذى فقط بالعسكريين الأمريكيين مع مرور الوقت».
ولفت «ذا هيل» إلى أن إدارة ترامب «إتخذت خطوات» من أجل التعامل مع الوضع الإنساني المتفاقم من جراء الصراع في اليمن، من ضمنها تخصيص مبلغ إضافي قدره 87 مليون دولار، لبرنامج الإغاثة في ذلك البلد، لتصل إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية الأمريكية المقدمة إلى اليمن منذ العام 2017، حوالي 854 مليون دولار.
وتابع أنه «لا يمكن للمساعدات الإنسانية وحدها أن تغير الدوافع الأساسية الكامنة خلف هذا الصراع»، مضيفاً أن «لدى الكونغرس الصوت، والصلاحية، من أجل تسريع وتيرة التوصل إلى حل ديبلوماسي (للصراع)، والتأكيد على أن القيادة الأمريكية قادرة على تخفيف معاناة ملايين» اليمنيين.
وختم الموقع بالقول إنه «يجب على الكونغرس التحرك فوراً» قبل أن تصبح الأزمة الإنسانية في اليمن «أكثر سوءاً».

آخر الأخبار