خاص | لوثة الخليج

راصد اليمن - أحمد فؤاد | انتصار متوقع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معزز بنسبة مشاركة شعبية ضخمة، فاقت كل توقعات محللي الغرب، أصاب الإعلام الغربي بحالة هياج على نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية، ومن ورائه إعلام أنظمة الخليج، الفاقد كل مصداقية ومهنية في آن، لتخرج مواقع سكاي نيوز والعربية وغيرها بأخبار وتقارير تعكس حجم الهزيمة الجديدة.
في بلاد لا تعرف الانتخابات كان غريبًا الاهتمام الواسع بالانتخابات الرئاسية الروسية، إلا أن الاهتمام يؤشر لعمق الهزيمة الخليجية الجديدة، والتي تجلت في هجوم طال الجميع، من أول الرئيس الفائز، وحتى الشعب الروسي، الذي أذهل المتابعين بحجم إقباله على التصويت، التي بلغت 67%، وهي نسبة ضخمة لا شك، ومنحت لبوتين الانتصار بنسبة 76.6%، ليصبح رئيسًا لست سنوات مقبلة.
اليمن التي تخوض حربًا مستمرة للسنة الرابعة تعد هي المنتصر الأبرز في المنطقة، خلف سوريا، فأي انتصار لمحور المقاومة، أو الحليف الكبير، المتمثل في روسيا-بوتين، هو انتصار سياسي لها، يمنحها طاقة جديدة للاستمرار في ساحة الشرف، دفاعًا عن الأرض والوطن، الذي يرغب آل سعود في ابتلاعه.
الاتحاد السوفيتي عقب الحرب العالمية الثانية، وبدءا من صفقة الأسلحة مع مصر-عبد الناصر، في 1955، دخل إلى العالم العربي مناصرًا لقضايا التحرر، في مواجهة دور غربي، كان يمثل الاحتلال القديم، بريطانيا وفرنسا، أو قوى السيطرة الجديدة، واشنطن وذيولها من الأنظمة العربية الرجعية، وعلى رأسها كيانان وظيفيان، هدفهم ترسيخ التبعية للولايات المتحدة، هما الكيان الصهيوني والسعودي.
دور الاتحاد السوفيتي في المنطقة كان يمثل الحليف الطبيعي، والقوي، لكل من هم ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ومنذ سقوطه، كان عنصر الردع الخارجي للتدخلات الأمريكية غائب، وزاد الطين بلة، أن السقوط السوفيتي كان عنيفًا ومهينًا، واحتسب سقوطًا لمشروع عربي تحرري، لم يجد على الساحة الدولية سوى الولايات المتحدة، التي عاثت فسادًا في الأراضي العربية، سواء بتدخلات مباشرة، كما حدث في 2003 بالعراق، أو بالإيعاز لطرف محلي بالعمل، كما فعل الكيان الصهيوني في لبنان.
وجاءت الحرب السورية، المشتعلة منذ ثمانية أعوام، لتؤسس منعطف جديد، أعاد روسيا للساحة العالمية، عادت فاعلًا ورقما مؤثرًا، وصنع بوتين صورة الدور الروسي الجديد، مدعومًا بقوة نووية واقتصادية وصناعية، والأهم رغبة من الشعوب العربية في التحالف.
العنصر الروسي الحاضر حاليًا في تفاعلات المنطقة يجعل من الممكن الانتصار على أذناب الولايات المتحدة، سواء في سوريا، أو في اليمن، ويضيف بعدًا دوليًا للنضال اليمني ضد العدوان السعودي، وأهم ما جرى خلال الشهر الماضي هو إعلان بوتين عن الأسلحة الروسية الجديدة، التي تجعل من التفكير في مواجهة مع روسيا انتحار مؤكد، وانتصاره الكبير في الانتخابات.
السعودية التي تضرب اليمن بسلاح غربي، ولا تجد من المنظمات الدولية إلا الصمت على مأساة اليمن، هي أكثر الأطراف الخاسرة من فوز بوتين، خاصة مع ماضي العلاقات بين الدولتين، وسابق تدخلها في حرب أفغانستان ضد الجيش الأحمر، وقيادتها لعملية تعبئة بطابع إسلامي جهادي ضد الوجود السوفيتي هناك.
الحرب السورية تقترب من نهايتها، رغم الألغام التي تعترض الحل النهائي للأزمة، لكن انتصارات الجيش العربي السوري وحلفاؤه، تجعل من النهاية حاضرة أكثر من التمديد، وقتها فقط سيكون على السعودية أن تدفع ثمن مؤامرتها على سوريا، وإمدادها للإرهابيين الذين عصفوا بالمدن السورية بالمال والسلاح.
معركة اليمن هي واحدة من معارك محور المقاومة، للانتقال بالمنقطة كلها إلى واقع جديد، يكون فيه دور الشعوب هو الفعل، ضد غطرسة القوة، أيًا ما كان القائم بها، وهي تحتاج للأصدقاء، من داخل المنطقة ومن خارجها، وفي هذه النقطة يتجلى الانتصار المحقق من وراء معركة الكرملين.

(خاص - راصد اليمن)

آخر الأخبار