إسقاط «سوفا» الإسرائيلية: ماذا لو وصل السلاح السوري إلى «أنصار الله»؟

في منطقة وادي جزريل، شرق مدينة حيفا، شمالي فلسطين المحتلة، سقطت، صباح السبت، طائرة إسرائيلية من طراز «F16» معدلة، معروفة باسم «سوفا» (أي «العاصفة»)، بعد أن استهدفها الجيش السوري بصواريخ «سام 5» (s 200) الروسية، وعلى عكس ما يتصوره البعض أنها أنظمة جديدة أو معدلة، فهي أنظمة دفاع جوي صاروخي أدخلت في ثمانينيات القرن الماضي، وما أسقط الطائرة كان تكتيك الغزارة بالقصف.

حادثة تحمل الكثير من المعاني والدلالات، وتعد نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، ولكن بعيداً من التحليلات التي تقول إنها رسائل إقليمية، فإن الوصف الأدق كان لـ«حزب الله» اللبناني، الذي رأى أنها «تعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة»، لأن الأفضلية للإسرائلي كانت دائماً في الجو. وكان واضحاً بعد حرب تموز / يوليو 2006 للمقاومة اللبنانية، وفق الخبراء، أن الثغرة الأكبر التي يجب العمل عليها هي طائرات الـ«16 F»، ليس فقط لدخولها وخروجها بأمان، بل لدقة أهدافها أيضاً.
بعد تولي الروسي الأجواء السورية، عملت إسرائيل على ضرب أهدافها من الأراضي اللبنانية والجولان والجليل، ولكن ما لم تحسب إسرائيل حسابه هو أن الجيش السوري بات لديه منظومة رادارات تستطيع أن تكشف أي خرق لأجوائها. 

إسقاط الطائرة التي كانت على مدى أكثر من 30 عاماً «تتنزه» فوق غزة والأراضي السورية واللبنانية، وأينما ما شاءت، ومتى شاءت، فوق أي دولة عربية، وعلى ارتفاع منخفض أوعال، مرتاحة البال لعدم امتلاك أي دولة منظومة صاروخية تسقطها، يعد ذلك إنجازاً استراتيجياً يجعل من الإسرائيلي اليوم قلقاً من الدخول البري والبحري والجوي. بمعنى آخر: كل أنواع الاختراقات اليوم ستكون مكلفة، وفي ميزان القوى تميل الكفة لأول مرة لجهة المقاومة. 

تجدر الإشارة إلى أهمية هذه الطائرة، التي هي من سلسلة «F-16D»، ويملك الكيان الصهيوني قرابة 300 مقاتلة منها، تتميز بقدرات إلكترونية عالية، ويعتمد العدو بشكل كبير عليها، فقد قام بتأسيس مصانع إنتاج هياكلها والإلكترونيات والزعانف البطنية، والدفات، والمثبتات الأفقية، وأبواب الوصول للمحرك في إسرائيل، وكان تجميع الطائرة يتم في منشأة «لوكهيد مارتن» للملاحة الجوية في فورت وورث، تكساس.

الحدث / التحول الذي شهدته جبهة الصراع العربي الإسرائيلي، كان له ارتدادات «معنوية» على الميدان اليمني، وبات المراقبون الذين ينظرون إلى «أنصار الله» كجزء من «محور المقاومة»، يسألون عن إمكانية انتقال هذه التقنية إلى صنعاء عبر حلفائها في «المحور»، وما قد يتركه ذلك من أثر على مسار الحرب وتوازناتها حال حدوثه في مدى قريب، علماً أنه ومنذ مدة بدأت الحركة بالإعلان عن عمليات استهدفت طائرات «التحالف العربي»، من بينها طائرات «تورنيدو» و«تايفون» و«بلاك هوك» و«15 F» و«F 16»، وقد نشر «الإعلام الحربي» التابع لـ«أنصار الله»، قبل مدة، فيديو لإصابة طائرة سعودية تمت ملاحقتها بواسطة كاميرا حرارية أمريكية الصنع، دون أن يتأكد إذا ما أسقطت أم لا.

آخر الأخبار