’أطباء بلا حدود’: اليمنيون يعيشون تبعات القرار 2216

بعد زيارة ميدانيَّة استمرَّت أسبوعين، غادرت رئيسة منظّمة «أطبّاء بلا حدود» جوان ليو اليمن، أمس الأول الخميس.


وفي مقابلة أجرتها «السفير» معها، قالت ليو إنَّ أكثر ما يعيق عمل المنظّمات الإنسانيَّة في اليمن، على قلَّتها، هي تبعات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 الصادر في نيسان الماضي تحت الفصل السابع، والذي كان من بين أهدافه حظر توريد الأسلحة لجماعة «أنصار الله». لكنَّ القرار أدَّى بالنتيجة إلى نقص حادّ في الغذاء والأدوية والوقود جراء الحصار البري والبحري والجوي المفروض على البلاد.

ـ دكتورة ليو، كيف تصفين لنا أحوال اليمن ووضع المستشفيات فيه وسط الحروب الدائرة؟
الوضع سيّئ جداًّ. لقد زرت عدّة مدن ورأيت أشياء مؤلمة. الدّمار في صعدة (شمال) كبير، وقد دمَّر كثيراً من المنازل. في تعز (جنوب) القصف لا يتوقّف، وقد اضطررنا، قبل يومين، إلى العبور عبر منطقة اشتباك مدفعيّ مرّتين، أمّا عدن (جنوب) فقد ذكّرتني ببيروت أيّام الحرب الأهليّة. تلك مدينة كثيفة السّكان عالقة وسط الحرب. وبينما كنت هناك حدث انفجار في مكان يبعد حوالي 100 متر عن المستشفى الذي يعمل فيه فريقنا.
أما بالنّسبة إلى وضع المستشفيات، أستطيع أن أقول إنّ 100 في المئة من السّكان يحتاجون عناية صحيّة، وهذا يشكّل ضغطاً كبيراً، خصوصاً وأنَّ المستشفيات تعاني من تبعات الحصار، وقد توقّف الكثير منها عن العمل ـ من بين 220 مستشفى في تعز، توقّفت 50 عن العمل.
ـ وهل بدأتم بإنشاء مستشفيات ميدانيّة؟
إنشاء مستشفيات ميدانيَّة في مثل هذه الظروف ليس أمراً سهلاً.
ـ ما هي التّحدّيات الرئيسية أمام فريق منظمتكم؟
المشكلة الأساسيّة هي أنّ عدد المؤسسات العاملة في المجال الإنساني في اليمن اليوم قليل جداً مقارنة بحجم الأضرار. أضف إلى ذلك مشكلة صعوبة وصول المصابين والمرضى إلى المستشفيات بسبب القصف المستمر.
وتحدث حوالي 50 في المئة من الوفيات نتيجة التأخر في الوصول إلى المستشفى. قبل خمسة أيّام، وصلت إلى مستشفى كنــت فيه، امرأة مع ابنها الذي كان قد توفّي عــلى الطّريق. كانت تلك تجربة مؤلمة.
كما نواجه تحديات تتمثَّل بوجود عدد كبير من النازحين داخليّاً، والذين يحتاجون إلى تدخل طبيّ وإنسانيّ عاجل.
ـ في تغريدة لك على موقع «تويتر» يوم 21 تموز، قلت إنَّ منظمة «أطباء بلا حدود» وحدها استقبلت أكثر من 6700 مصاب حرب في اليمن منذ 19 آذار الماضي. ما هي أنواع الإصابات التي تتلقونها؟ وعمَّ هي ناتجة؟
معظم المصابين الذين يصلون إلينا يعانون من كسور حادَّة في أماكن مختلفة من الجسد، ومعظم الإصابات ناتجة إمَّا عن قصف بالطيران أو عن قصف مدفعي. القليل من الإصابات فقط يكون بسبب تلقي أعيرة نارية.
ـ وماذا عن وضع الأطفال في ظلّ هذه الحرب المتواصلة؟
اليمن بلد فقير، وحتى قبل الحرب كان كثير من أطفاله يعانون سوء تغذية حادّا. هذا الوضع يتفاقم أثناء الحرب، خصوصاً أنّ قرار مجلس الأمن الرقم 2216 أدّى إلى وقف وصول الغذاء إلى كثير من المناطق.
ـ هل حاولتم مناقشة مفاعيل هذا القرار مع جهات دوليّة أو مع الأطراف اليمنيَّة المتحاربة؟
نحن منظمة إنسانيّة ولا نتدخَّل في القرارات السياسيَّة.
ـ هل تلتفتون إلى الآثار النفسيّة لاستمرار القتال على اليمنيين وخصوصاً الأطفال؟
هذا سؤال مهمّ. بالطبع هناك معاناة نفسيَّة ناجمة عن الصدمات، لكن ظروفاً كالتي يمر بها اليمن، تفرض علينا ترتيب أولوياتنا. وأولويتنا الآن هي معالجة الإصابات الجسديّة.
ـ ماذا عن ظروف عملكم؟ وهل أصيب أيٌّ من العاملين في منظّمتكم؟
فرق منظمة «أطبّاء بلا حدود» تعمل على مدار السّاعة وأعضاؤها ينامون في المستشفيات. لحسن الحظ، لم تحدث إصابات خطيرة في صفوفنا، وفيما عدا أحد عمّال الصّيانة الذي تلقّى إصابة غير خطيرة، لا إصابات بيننا.
ـ هل من أمراض معيّنة آخذة في الانتشار في اليمن؟
هناك عدد من الأمراض المعدية الآخذة في الانتشار كالكوليرا والإسهال الشّديد، ويعود السبب في انتشارها إلى عدم توفّر الأدوية.
ـ بعد زيارتك إلى اليمن، هل تنوين زيارة مناطق صراعات أخرى في المنطقة مثل سوريا مثلاً؟
محطّتي التالية ستكون في أفريقيا.. ولا مخطط لزيارة سوريا قريباً.

(ربيع مصطفى/السفير)

آخر الأخبار