(إسرائيل) تريد قيادة سعودية لـ"عملية السلام": فلتبدأ الزيارات المتبادلة!

نشرت صحيفة إسرائيلية، الأربعاء، جزءاً تم حجبه من مقابلة أجراها موقع «إيلاف» الإخباري السعودي، أمس، مع وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، دعا فيها الأخير إلى إجراء زيارات متبادلة رسمية مع إسرائيل على مستوى القيادة، بهدف «دفع عملية السلام إلى الأمام»، وذلك بعد أسبوع من قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الوزير الإسرائيلي أشاد بالملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، ودعاهما إلى زيارة إسرائيل، طالباً، في المقابل، من السلطات السعودية، استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الرياض «بهدف دفع عملية السلام في المنطقة».
وبشأن إعلان الرئيس ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، شدد كاتس على أنه «يجب على السعودية أن تتولى الترويج لمبادرة سياسية» بشأن «عملية السلام» لحل الصراع العربي - الإسرائيلي، معتبراً أنه «لا يوجد بلد عربي آخر لديه القوة والقدرة» على التفاهم مع إسرائيل.
وأشار كاتس إلى أن الولايات المتحدة «طلبت من إسرائيل والفلسطينيين ما سيكون مقبولاً (إسرائيلياً) في أي اتفاق سلام»، من دون أن يوضح تفاصيل المبادرة، مقترحاً أن «تأخذ السعودية، كزعيم عربي وعالمي، زمام المبادرة، وتقدم للفلسطينيين رعايتهم»، واصفاً قرار ترامب بـ«الفرصة». وأكد أن إسرائيل ستكون مستعدة للدخول في مفاوضات، في حالة تولي السعودية قيادة العملية.
واعتبر أن السعودية «قادرة على قيادة العملية (السلام) واتخاذ القرارات للمنطقة وللفلسطينيين»، واصفاً الأخيرين بـ«الضعفاء وغير القادرين اليوم على اتخاذ القرارات»، مشيراً إلى أن إسرائيل والسعودية تشتركان في مجموعة من المصالح.
وعبّر الوزير الإسرائيلي، والعضو في المجلس الوزاري المصغر المختص بالأمور السياسية والأمنية، عن تفاؤله بـ«السلام السياسي» بقيادة السعودية، في ضوء المصالح الاقتصادية والاستخباراتية والأمنية المتبادلة مع الرياض، لافتاً إلى أن «السعودية تشاطر إسرائيل مخاوفها» بشأن إيران، و«أنها ليست متناقضة، بل هي عملية مكملة».
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فقد تجاهل موقع «إيلاف» السعودي نشر هذا الجزء من المقابلة مع كاتس، ونقلت الصحيفة العبرية عن الناشر في الموقع الإخباري السعودي أن «قرار حذف الاقتباس كان تحريرياً تماماً، وليس سياسياً».
وفي المقابلة المنشورة في «إيلاف»، وصف كاتس قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه «تحصيل حاصل لما هو على الأرض»، منبهاً إلى أن «ترامب لم يذكر القدس الموحدة»، وأنه «أبقى مسألة الحدود في القدس للمفاوضات الثنائية».
وعن موقف تركيا مما هو حاصل اليوم، قال الوزير الإسرائيلي إن «أردوغان يلعب مع إسرائيل بمصطلح فرينمي، أي صديق عدو»، وإن «حجم التجارة بين تركيا واسرائيل في ازدياد مستمر على الرغم من التصريحات». كما أكد أن «استقرار الأردن هو مصلحة قومية أمنية واستراتيجية عليا لإسرائيل».
واقترح كاتس «سلاماً اقتصادياً بموازاة مسيرة سلمية سياسية مع الفلسطينيين»، معتبراً أن «السلام الاقتصادي قد يغذي السلام السياسي».
وبشأن المفاوضات، اقترح الوزير الإسرائيلي أن تكون «على أساس مبادرة الملك فهد» المقدمة في العام 1981، وهي مبادرة سلام طرحها فهد عندما كان ولياً للعهد آنذاك، تنص على انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتُلت في العام 1967 بما فيها القدس، وإزالة المستعمرات التي أقامها الاحتلال في الأراضي العربية بعد العام 1967، وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة، وتعويض من لا يرغب في العودة.
ولدى سؤاله عن «مبادرة السلام العربية» المعلنة في القمة العربية في بيروت في العام 2002، أكد كاتس أن إسرائيل ترفضها لأنها «غيرت مسألة اللاجئين»، مشدداً على أن الاحتلال «لن يقبل بعودة خمسة ملايين» لاجئ إلى ديارهم، داعياً اللاجئين الفلسطينيين، بدلاً من ذلك، إلى ترميم المخيمات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وبنائها.
وبشأن «خطة السلام» الأمريكية المرتقبة، قال كاتس إن الأمريكيين لم يطلعوا المسؤولين الإسرائيليين على التفاصيل، مضيفاً أنهم «سألوا عما يمكن أن نقبله، وسألوا الفلسطينيين نفس الشيء، وسيطرحون شيئاً خلاقاً بحسب تعبيرهم».
ولفت إلى أن إسرائيل تشترط، للدخول في مفاوضات، أن تكون بمظلة أمريكية، وبرعاية عربية، على أن تكون «جهة عربية قوية تتفق معنا في رؤية الخطر الإيراني على المنطقة وعلى العالم»، في إشارة إلى السعودية.
وجدد كاتس، كوزير للاستخبارات، إبداءه استعداد إسرائيل للتعاون «مع كل من يشاركنا في التصدي للخطر الايراني، ومنع إيران بكل الوسائل من الحصول على قدرة نووية».
وذكر أن «هناك ارتياحاً لدى الشعب الاسرائيلي من التطورات الحاصلة في السعودية والتي باتت تعتبر قائدة العالم العربي إلى جانب مصر»، مشدداً على أهمية انضمام السعودية إلى «جهود السلام»، و«أن تكون محوراً للسلام والمشاريع الاقتصادية الكبيرة، وتشكل حلفاً استراتيجياً مع الولايات المتحدة».
إحياء قطار الحجاز
وأعلن كاتس أن إسرائيل «تسعى إلى إعادة تنشيط خطة لبناء خط القطار بين حيفا ودول الخليج»، والمسمى «قطار الحجاز»، موضحاً أن إسرائيل «تعتزم استكمال المشروع من مدينة بيسان شرق القدس، إلى جسر الشيخ حسين (معبر الحدود البري بين إسرائيل والأردن)، حاضاً «الأردنيين على إكمال السكك من منطقة أربد والمفرق إلى الحدود السعودية، والالتقاء بالسكك السعودية»، بهدف «ربط الخليج العربي بميناء حيفا».
وكشف أن شركة صينية ستقوم قريباً «بتفعيل ميناء بحري جديد في حيفا»، متابعاً أن إسرائيل تقترح على دول الخليج «طريقاً قصيرة، بضع مئات الكيلومترات للوصول إلى حيفا ونقل واستقبال بضائعهم من أوروبا والولايات المتحدة عبر المتوسط بكلفة أقل، وليس النقل عبر الموانئ الغربية في الخليج العربي عبر مضيق هرمز وباب المندب غير الآمنين بتاتاً».
وأشار إلى أن «هذا المشروع جاهز، ويمكن تفعيله قريباً جداً خلال سنة أو سنتين، وهذا ما نقترحه للخليجيين»، متوقعاً أن يكون «حجم التبادل مع السعودية في حال نجاح المشروع للأردن وللفلسطينيين ولنا، بنحو 250 مليار دولار سنوياً».
«لا نريد أي حرب مع لبنان»
وبشأن أي عدوان محتمل على لبنان، استشهد كاتس بتغريدة لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، مؤخراً، قال فيها إنه «سيعيد حزب الله للكهوف في الجنوب»، مستدركاً بـ«(أننا) سنعيد لبنان للعصر الحجري».
لكن الوزير الإسرائيلي جزم أن إسرائيل لا تريد أي حرب، «ولن نبدأ أي حرب، ولا نريد الدمار للبنان، ولكن لن نقبل الاعتداء علينا من لبنان».
وكشف أنه اقترح مؤخراً على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تفعيل القرار 1701 الذي اتخذ بالاجماع في أعقاب حرب لبنان الثانية في العام 2006، لافتاً إلى أن نتنياهو طرح الأمر مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ومع الاتحاد الأوروبي.
وووصف اعتبار الجامعة العربية والسعودية ومصر والأردن «حزب الله إرهابياً» بأنه «فرصة ممتازة، خاصة بعد قرارات سعد الحريري الأخيرة واستقالته من السعودية».

آخر الأخبار