خاص | "كاليجولا" السعودي و"قمر" المقاومة اليمنية

المتأمل للسياسة السعودية في المنطقة حالياً يلمح توتراً وعصبية تقود الى مزيد من الحمق ومزيد من التورط في الوحل السياسي.
هذه الحالة بالتأكيد هي تعبير عن حالة طبيعية لكل ظالم ومستبد يفشل في اخضاع الاخرين ويرى هيبته تداس بالاقدام فلا يكون رد فعله سوى المضي في شوط الظلم لاخره لانه لا يملك التراجع لأن الاستبداد والوجود الذاتي اصبحا مترادفين لديه، والعودة للحق والاعتراف بكرامة وحقوق الاخرين لديه والفناء سواء!
هذا يمكن ان يكون ملخصا لحالة بشرية نرى لها ترجمات سياسية رغم انها لا علاقة لها بالسياسة من قريب او بعيد، فهي ليست حتى سياسة براجماتية ولا نفعية وانما عبث وحمق وانتحار.
مشكلة الانفصال السعودي عن الواقع ان كل خطوة يخطوها تبعده خطوة عن الواقع، واتجاه السير السعودي هو اتجاه الانفصال ونهايته المحتومة هي الخروج من التاريخ، وبقدر ايقاع الخطوات يقاس زمن هذا الخروج.
هذا الكلام ليس من قبيل الحرب النفسية ولا من قبيل رفع معنويات المقاومين، وانما كلام مبني على شواهد تاريخية وقوانين وسنن حياتية وسياسية.
ويمكننا ان نستدعي من التاريخ حكاية كاليجولا الطاغية الروماني الذي تصور انه اله على الارض وتألم وتحسر كثيرا لعدم قدرته على الحصول على القمر!
دعونا نسرد نبذة تاريخية عن كاليجولا لنرى حجم التشابه بينه وبين حالته مع حالات حديثة معاصرة، ولعلها اقرب لحالة ولي العهد السعودي في تعامله مع اليمن وملفات المنطقة:
يقول التاريخ عن كاليجولا:
 ( كاليجولا نموذجا للشر والقسوة المجسمة في هيئة رجل أضنى الجنون عقله، لدرجة أوصلته إلى القيام بأفعال لا يعقلها بشر والتي فسّرها علماء النفس علي أنها نتيجة اضطرابه النفسي والذهني.
أما الأكثر شهرة من أفعاله فكانت  فكرة انه إله على الأرض وملك هذا العالم بأسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعى في طلب القمر لا لشيء سوى أنه من الأشياء التي لا يملكها. ولهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه وكثيراً ما كان يبكي عندما يري أنه برغم كل سلطانه وقوته لا يستطيع أن يجبر الشمس علي الشروق من الغرب أو يمنع الكائنات من الموت.
كان يجبر كل أشراف روما على حرمان ورثتهم من الميراث وكتابة وصية بأن تؤول أملاكهم إلى خزانة روما بعد وفاتهم فكان في بعض الأحيان يأمر بقتل بعض الأثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل إرثهم سريعاً إليه دون الحاجة لانتظار الأمر الإلهي.
ومن المضحكات المبكيات في حياته ما قام به عندما أراد أن يشعر بقوته وأن كل أمور الحياة بيديه، إذ رأى أن تاريخ حكمه يخلو من المجاعات والأوبئة، وبهذا لن تتذكره الأجيال القادمة فأحدث بنفسه مجاعة في روما، وقام بإغلاق مخازن الغلال مستمتعاً بأنه يستطيع أن يجعل كارثة تحل بروما ويجعلها تقف أيضاً بأمر منه، فمكث يستلذ برؤية أهل روما يتعذبون بالجوع وهو يغلق مخازن الغلال.
وتعددت الروايات في شأن مقتله إذ قيل أن أعضاء مجلس الشيوخ انقلبوا عليه وقاموا بقتله وقيل أنه قتل على يد حراسه.)
ان القمر اليمني المقاوم عصي على ملوك وامراء تجبروا ورفضوا العظة من التاريخ، بعد ان دفنوا انواع العظات الاخرى وعلى رأسها الدين.
هذا النظام السعودي المتجه للغروب والنهاية والذي افتعل حربا وصراعا وهميا مع ايران ولبنان وقوى المقاومة وظن ان اليمن خاصرة المقاومة الضعيفة واراد ان يضرب بها مثلا مدمرا لتخويف باقي زملاء معسكر المقاومة، تشاء الاقدار وتشاء ارادة الصمود اليمنية ان تجعل هيبة هذا النظام مداسا للاقدام وترفع من روح المقاومة المعنوية بعد ان اريد لها ان تكون ارهابا وخنجرا في خاصرتها!
يبدو ان النظام وولي عهده يصر على المضي للنهاية المحتومة، بل ويصر على التعجيل بها، وليس مطلوبا من المقاومين اليمنيين الا الصمود وايلام هذا الطاغية وعدم الخضوع لفزاعاته، فقد اقترب النصر واقتربت نهايات "كاليجولا" السعودي الجديد على يد "القمر" اليمني المقاوم!

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - صحافي مصري

 

آخر الأخبار