قالت مؤسسة الدفاع البريطانية «يو كاي ديفينس» إن الأحداث في اليمن هي محور التوازن المتصوّر للسلطة في العالم العربي، واعتبرت أن الحرب ضد تنظيم «داعش» تطورت إلى صراع إقليمي أوسع، مما جعل إيران واجهة رئيسية في المنطقة.
وأضافت المؤسسة البريطانية في تقرير، أن المملكة العربية السعودية تستخدم الأزمة الحالية في اليمن من أجل إبراز سلطتها ونفوذها في إطار الأنظمة العربية الأخرى، لكن ما يثير الاهتمام هو أن التدخل السعودي ضد أنصار الله قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة مع سحب القوى الكبرى كالولايات المتحدة دعهما اللوجيستي للسعودية، بعد مخاوف من عواقب غير مقصودة .
وأوضحت «يو كاي ديفينس» أن ذلك يعود جزئياً إلى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القيادة الواضحة في الشرق الأوسط، ولا تمتلك رؤية موحدة لما ينبغي أن يحدث في المنطقة، وبالتالي أخذت دول إقليمية أخرى، بما في ذلك إيران والسعودية، على عاتقها محاولة إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية باستخدام طرق بديلة.
وحذرت المؤسسة البريطانية من احتمال نشوب حرب باردة إقليمية جديدة وسباق تسلح بين كل من إيران وجيرانها العرب، لكنها بيّنت إن العمل السعودي في اليمن ينطوي على أهداف أخرى أخرى أهمها زعزعة استقرار المفاوضات النووية الحالية مع إيران ومنعها من الاندفاع نحو امتلاك الأسلحة النووية.
وشددت في ختام تقريرها على أن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة، فإنها تحتاج إلى أن تأخذ على عاتقها أن تقدم القيادة والاستجابة السلمية للأزمة اليمنية، وإلا فإن المنطقة سوف تكون نائمة في حرب باردة جديدة، من المحتمل أن يكون لها عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها وستؤدي إلى صراع الدائم.
