معهد الخليج العربي بواشنطن: حافز ضئيل لإنهاء الحرب

تناول معهد «الخليج العربي» في واشنطن، في تحليل معمّق، حديث عبد ربه منصور هادي لقناة «العربية»، والذي أكد فيه هادي أنه لا يرى سبيلاً سوى الحل العسكري لحل أزمة اليمن. وقال المعهد الأمريكي أنه ليس من الواضح ما قد يبدو عليه هذا الحل العسكري، كون الخطوط الأمامية لحرب اليمن بالكاد تغيرت منذ كانون يناير الماضي عندما تحركت القوات المدعومة من الإمارات شمالاً على طول الساحل الجنوبي الغربي اليمني، واستولت على ميناء المخا المطل على البحر الأحمر، حيث لم يكن لهادي دور كبير في هجوم المخا الذي أدارته الإمارات وشنته بمعية حلفائها الجنوبيين المطالبين بالانفصال.
وأشار المعهد إلى أن الإماراتيين الذين يشاركون في تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، هدفه المعلن أن يعيد هادي إلى السلطة، ولكن علاقتهم بهادي متوترة وليست في أفضل حالاتها، وحتى صبر السعودية على هادي يكاد أن ينفد، ولولا قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي «أعطاه غطاء الشرعية  كرئيس لليمن»، فمن المرجح ألا يكون له أي رأي على الإطلاق فى نتيجة الصراع.
وأوضح المعهد أن الانقسامات بين هادي والإمارات تكشف عدم صحة فكرة أن اليمن تخوض حرباً أهلية تقليدية يتحارب فيها طرفان حتى ينتصر أحدهما أو حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام. بل إن الصراع في اليمن يتكون من نزاعات متعددة ومتداخلة أحياناً، وفي كثير من الأحيان بين الحلفاء المفترضين، كما أن الطبيعة المقسّمة والسياسة الداخلية لساحة المعركة اليمنية تجعل من فكرة النصر العسكري المطلق أمراً مستحيلاً، وهو ما يعلمه هادي بالتأكيد.
وأشار إلى أن العلاقات بين هادي والإمارات تفاقمت بعد أن تنافس هادي مع القادة السياسيين والعسكريين المدعومين من الإمارات في عدن وأماكن أخرى في الجنوب، مستخدماً منصبه في أغلب الأوقات لطرد منافسيه، بالاضافة إلى اعتماده على شبكة من الميليشيات والوحدات العسكرية التي لها صلات بـ«حزب الإصلاح» الإسلامي، الذي يعد بالنسبة لقادة الإمارات قريباً للغاية من جماعة «الإخوان المسلمين» التي يعادونها.

وأكد المعهد أنه وفي بعض الأحيان، أدت التوترات بين هادي والإمارات إلى تقويض الجهود الرامية إلى تحقيق تقدم عسكري، كما حدث في فبراير الماضي، عندما حاولت وحدة عسكرية موالية لهادي أن تستولي على مطار عدن الواقع تحت سيطرة القوات المدعومة من الإمارات، وقد اندلع القتال ولم ينته إلا بعد أن فتحت مروحية عسكرية إماراتية النار على القوات الموالية لهادي.
وختم المعهد تحليله بالقول: «ربما يعتقد هادي أن الاقتتال الداخلي بين الحوثيين والموالين للرئيس السابق صالح سيتيح المجال لقوات محسن للسيطرة على صنعاء. ولكن أعضاء دائرته الداخلية يسلمون بأن أي معركة من أجل العاصمة المحاطة بقبائل مدججة بالسلاح ستكون حماقة مدمرة ودموية، وعلى الأرجح أن هادي أدرك بأن رئاسته لن تدوم طويلاً بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام، ومع دوره المحدود في لعبة الحرب الأهلية، يبدو أن لديه حافزاً ضئيلاً لإنهاء الصراع أو وجوده المريح في الرياض في أي وقت قريب».

آخر الأخبار