عدن.. مقدمة صراعِ طويل الأمد

في وقتٍ يسعى فيه المسلَّحون الموالون للرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي، للسيطرة على قاعدة العند العسكريَّة الإستراتيجيَّة في محافظة لحج الجنوبية، هبطت، يوم أمس، طائرة حربيَّة سعودية محمَّلة بالأسلحة، في مطار عدن الدولي، فيما تتحوَّل المدينة، التي تسعى قوات «التحالف» إلى السيطرة الكاملة عليها منذ بدء الحرب على اليمن، إلى ساحة صراع، طويل الأمد، بين اليمنيين.

وأفاد مسؤول في مطار عدن الدولي بأنَّ طائرة حربية سعودية محمَّلة بأسلحة للميليشيات الموالية لهادي، هبطت في المطار، يوم أمس، في أول رحلة من نوعها منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر، بينما تواصلت المعارك العنيفة بين المسلحين من جهة، والجيش اليمني و «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» من جهة ثانية عند الأطراف الشمالية للمدينة الجنوبية.
ومن أجل تعزيز مواقعهم، يحاول المسلَّحون التقدُّم في اتّجاه قاعدة العند العسكرية الإستراتيجيَّة في لحج الجنوبية، التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين، فضلاً عن تكثيف القصف على القاعدة من قبل طائرات «التحالف»، فيما يحاصر المسلحون مئات الجنود في العند، وفقاً لمصدر عسكري تحدث لـ «بي بي سي».
وتمكَّن المسلحون من قطع إمدادات الغذاء والأسلحة عن الجنود كلياً، وفق قائد عسكري ميداني موالٍ للحكومة المستقيلة، إلَّا أنَّ مصادر أخرى أفادت بأنَّ الجيش واللجان تصدُّوا للهجوم الذي شنَّه المسلَّحون من عدَّة جبهات في محيط قاعدة العند.
وتوصف العند، البالغة مساحتها 12 كيلومتراً، بأنَّها مفتاح السيطرة على المحافظات جنوب اليمن. وفي حال تمكَّن المسلحون من السيطرة على القاعدة، فهذا قد يعني اقترابهم من السيطرة على المحافظات الجنوبية.
في هذه الأثناء، كانت تجري في مطار عدن «المُحرَّر» مراسم استقبال الطائرة الحربيَّة السعودية، التي كان على متنها قائد في البحرية السعودية، بحسب مسؤول عسكري يمني.
ونقل المسؤول اليمني عن القائد البحري السعودي قوله إنَّ وصول هذه الطائرة التي تحمل مساعدات عسكرية، هو بداية نقل مساعدات وإمدادات إنسانية جواً بين السعودية واليمن، بينما أعلن المسلحون أنَّهم تلقّوا 140 عربة قتال من الخليج يوم أمس.
من جانبه، قال وزير النقل في الحكومة المستقيلة، بدر محمد باسلمه، الذي كان يستقبل الطائرة في المطار: «إنها بداية العمليات في المطار» الذي سيطر عليه المسلحون الموالون لهادي.
في موازاة ذلك، رست سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية، استأجرها «برنامج الأغذية العالمي»، في ميناء عدن، وتحمل 500 ألف ليتر من الوقود والبضائع الأخرى.
(«السفير»)

آخر الأخبار