لا حلَّ سياسياً لأزمة اليمن في المدى المنظور. هذا ما باتت تعبِّر عنه صراحةً جماعة «أنصار الله»، خصوصاً بعد «غزوة عدن» على أيدي مسلّحين درَّبتهم السعودية وسلّحتهم الإمارات، ومبادرة «التحالف» والطرف الداعم له إلى الحسم العسكري في الميدان، ما أدَّى إلى انسداد أفق الحل.
واعتبر عضو المجلس السياسي في «أنصار الله» محمد البخيتي، أنَّ الحلَّ السياسي للأزمة في اليمن يتراجع بسبب «تعنّت» الحكومة اليمنية المستقيلة التي أصبحت «رهينة للقرار السعودي»، وهاجم، في الوقت ذاته، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، متهماً إيَّاه بأنَّه يخضع «للضغوط والإغراءات».
وقال البخيتي إنَّ «ما يُعقِّد الحلّ السياسيّ في اليمن هو إصرار القوى السياسية اليمنية الموجودة في السعودية على الانفراد بالقرار السياسي والاستقواء بالخارج»، موضحاً أنَّ هذه القوى «أصبحت مسلوبة الإرادة، ولم يعد قرارها في يدها، بل أصبح في يد السعودية». ورأى أنَّ «كل هذا يعقِّد الحلّ السياسيّ ومحاولة غزو عدن هي دليل على ذلك.. دليل على انسداد الأفق السياسي من الجانب السعودي».
وأكد القيادي في الجماعة أنَّ «التدخل الخارجي كان أهم المعوقات في طريق الحلّ السياسيّ للأزمة في اليمن»، وهاجم بشدَّة ولد الشيخ أحمد، واصفاً إيَّاه بأنَّه «شخصية ضعيفة ويخضع للضغوط والإغراءات»، ما أضاف مشكلة جديدة أو عائقاً جديداً في التوصل إلى حلّ في اليمن، بحسب البخيتي.
ميدانياً، أفادت مصادر المسلَّحين الموالين لعبد ربه منصور هادي بأنَّ «مئات من المقاتلين، المدعومين من طيران التحالف، والمجهزين بآليات عسكرية، أحرزوا تقدماً خلال الليل في اتجاه المدخل الشمالي لعدن من أجل صد الحوثيين والتقدم في اتجاه لحج».
ويوم أمس، سلَّمت الأمم المتحدة شحنة من المساعدات الإنسانية إلى عدن، هي الأولى للمنظمة الدولية التي تصل إلى هذه المدينة الجنوبية منذ بدء حرب «التحالف» على اليمن قبل أربعة أشهر.
وقال المتحدث باسم «برنامج الأغذية العالمي» بيتر سميردون، إنَّ سفينة تحمل أغذية تكفي 180 ألف شخص لمدة شهر، رست في ميناء عدن بعد انتظار طوال أربعة أسابيع. وأضاف أنَّ «هذه أول سفينة يستأجرها البرنامج ترسو في الميناء منذ آذار. لدينا سفن أخرى مستأجرة تنتظر التوجه إلى عدن وتحمل المزيد من الأطعمة والوقود».
وفي صنعاء، أدى انفجار بسيارة مفخخة، أمس الأول، إلى مقتل أربعة أشخاص في هجوم قرب أحد مساجد العاصمة تبناه تنظيم «داعش».
إلى ذلك، أعلنت الإمارات مقتل أحد ضباطها، وهو الثالث الذي يلقى مصرعه في إطار العمليات العسكرية لـ «التحالف» في اليمن، لكنها لم تحدد أين.
(«السفير»)