بيان رابطة علماء اليمن بشأن استمرار العدوان ومسئولية الأمة

بيان رابطة علماء اليمن بشأن استمرار العدوان ومسئولية الأمة

نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون)، والقائل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين، وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)، والقائل: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) صدق الله العظيم.
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل: "لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها"، والقائل: "يأتيكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة، يريد قوم أن يضعوهم فيأبى الله إلا أن يرفعهم".
وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى بما حمّله علماء الأمة من مسئولية التبليغ والتذكير لأنفسهم أولاً ولعامة المؤمنين ثانياً، وبما فرضه من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد دفعنا ونحن نعايش ونتلمس آثار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الظالم على بلادنا وأبناء شعبنا اليمني، وازدياد حدته وإجرامه ووحشيته في ظل الصمت الدولي المخزي والمريب؛ أن نقف هذه الوقفة الجادة لنبيّن ما يلزم على العلماء بيانه، ولنحذر من خطورة التقصير في مواجهة العدوان وعدم التنبه لمكائد وادعاءات أبواقه ووسائل إعلامه التضليلية التي تروج لسفك الدماء المؤمنة والبريئة!!
وانطلاقاً من وعد الله جلّ وعلا الذي وعد به عباده الصالحين في كل زمان ومكان؛ من إجابة الدعاء ونصرة المظلوم، وإعلاء الحق وإزهاق الباطل، وإخلاف النفقة ومضاعفة الحسنات، فإننا أول ما نذكِّر به أنفسنا وأبناء شعبنا اليمني المجاهد والصامد هو الاعتماد على الله والثقة به وبوعده للمؤمنين والمستضعفين المتقين بالنصر المبين.
إن الإنتصارات التي حققها ولازال يحققها المجاهدون من أبطال قوات الجيش واللجان الشعبية منذ بداية العدوان وحتى اليوم في مختلف الجبهات على الغزو الخارجي والتنظيمات المخابراتية المسمّاة "قاعدة" و"داعش"، وعناصر الارتزاق الأجنبية التي يشتريها كهنوت آل سعود بالمال، والتي منيّت بالهزائم الساحقة والمتتالية؛ لتؤكد بأن المجاهدين الأبطال يؤدون مهامهم الدفاعية بكل بسالة وبطولة وتضحية وفداء، مسنودين بدعم وصمود ووعي الشعب اليمني قاطبة من أقصاه إلى أقصاه، وبما يحتم على الجميع اليوم رفع الجاهزية وشحذ الهمم ومضاعفة الجهود وبذل أقصى الطاقات في مختلف المجالات، والإنفاق وتسيير القوافل المادية والعينية للمجاهدين ومواصلة تقديم الغالي والنفيس بشكل عام في سبيل إيقاف العدوان وكسر شوكة الاستكبار وتحقيق الانتصار لشعبنا وبلدنا بعون الله تعالى.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:
إننا وفي هذا السياق لنؤكد للجميع على أهمية العمل بما يلي:
(1) الرجوع إلى الله تعالى والتضرع إليه والاعتماد عليه والإلتزام بهداه والثقة به وبنصره، فهو القائل سبحانه: (لله الأمر من قبل ومن بعد ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وَعْدُ الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
(2) التركيز على ضرورة زيادة الدعم والإسناد الشعبي للخيارات الاستراتيجية، والبذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله وتواصل تسيير قوافل الغذاء والدواء للجبهات، والإلتفاف الشعبي والجماهيري خلف قوات الجيش واللجان الشعبية في معركتنا المصيرية التي لا خيار ولا بديل عن الانتصار فيها، لتتحقق لنا العزة والعيش الكريم ولبلادنا السيادة والاستقلال.
(3) الإشادة بقوات الجيش واللجان الشعبية وبما سطروه من انتصارات وبطولات كبيرة في الميدان في الداخل وفي الحدود خلدها وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، مما يجعلنا نطمئن ونؤمن ونثق بالله تعالى في النصر الذي سيشكل بداية النهاية لنظام الهيمنة والاستكبار في المنطقة برمتها.
(4) الانتباه واليقظة والوعي والحذر من التقصير والتساهل في تنفيذ المهام وأوامر القيادة، ولنا في معركتي (حنين) و(أحد) خير عبرة ومثال لنتائج أي تقصير أو إهمال، وفي نفس الوقت التنبه والحذر من وسائل إعلام العدوان وقنواته التضليلية، التي تسعى لبث الشائعات وتلفيق الأخبار وقلب الحقائق بغرض زرع الفتنة وخلخلة الجبهة الداخلية، وتحري المصادر الموثوقة في تداول ونقل الأخبار.
(5) ندعو العلماء والمرشدين والخطباء، وأصحاب الفكر وحملة الأقلام، إلى الإسهام في توعية المجتمع اليمني ومواجهة الشائعات والمرجفين وإخراس الأصوات النشاز والمندسين والخائنين للوطن، لأن التهاون في مواجهة هؤلاء هو تفريط يؤدي للإخلال بأمن وسلامة ووحدة المجتمع والجبهة الداخلية.
(6) الإسهام في رصد وتوثيق جرائم العدوان ونشرها على أوسع نطاق، ورفع مظلومية الشعب اليمني إلى المنظمات الدولية وكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، بكل الطرق والوسائل المتاحة.
نسأل الله النصر المؤزر لجيشنا ولجاننا الشعبية والتوفيق والسداد لأبناء شعبنا اليمني العظيم، وأن يرد كيد المعتدين في نحورهم ويجعل تدميرهم في تدبيرهم، إنه على ما يشاء جدير وبالإجابة جدير، (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) صدق الله العظيم، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

آخر الأخبار